رافعين شعار «هذا عار هذا عار واش احنا ماشي بشار» توجه عشرات المواطنين من دوار الشعيرات بينهم نساء ورجال وأطفال مشيا على الأقدام، نحو عمالة الإقليم يوم الإثنين 23 يناير 2012 في الساعة العاشرة صباحا، للمطالبة بحق الإستفادة من الماء والكهرباء على غرار باقي المواطنين حاملين معهم مصابيح قديمة وشموعا لإثارة انتباه المسؤولين إلى معاناتهم. هذا الدوار المحاذي لمدينة صفرو والتابع إداريا إلى جماعة سيدي خيار القروية، يضطر سكانه إما إلى النزول إلى وادي أكاي الذي يخترق المدينة في منحدرات طويلة للتزود بالماء من مجرى الوادي أو الذهاب إلى حي القلعة بمدينة صفرو للإستفادة من الماء الصالح للشرب من سقاياته العمومية عبر مسالك وعرة نزولا وصعودا اختصار للمسافة. أما بخصوص الإنارة فإنهم لايزالون يستعملون المصابيح التقليدية "لامبا" و تشغل بمحروق الكاز الذي يصعب الحصول عليه في الكثير من الأحيان وفي حالة افتقاده يلجؤون إلى الشموع كبديل عنه، هذا الدوار تحيط به مقالع الرمال من كل جانب، بحيث تغطيه موجات من الغبار المتطاير منها والتي تصل إلى الأحياء المجاورة له مثل حي حجر الهواري وسيدي أحمد التادلي والخاينة، بل ووسط المدينة كذلك. دوارالشعيرات كان من المفترض أن يتم إلحاقه بالمجال الحضري إسوة بدوار عين الدكارات ، لو أن المسؤولين عن الإدارة الترابية بالإقليم طبقوا دفتر التحملات الذي اعتمد الوديان والأنهار والطرقات إلى جانب البعد الثقافي في إعداد التقسيم، والذي أرسل لهم من طرف وزارة الداخلية إبان مراجعة التقسيم الترابي الأخير ، ذلك أنه قريب من مدينة صفرو، بل هو موجود على هامشها ، ويعتبر شأنه شأن دوار عين الدكارات والخاينة من أحزمة الفقر المحيطة بها وهي كلها من الأحياء أو الدواوير الصفيحية ، فهل كان ذلك بشكل مقصود من طرف المسؤولين حتى يتمكنوا من إعلان مدينة صفرو بدون صفيح ضدا على الواقع. فتم إلحاق هذا الدوار بجماعة سيدي خيار رغم أن البقعة الترابية التي تتواجد بها المقالع المحيطة به تابعة إلى جماعة أغبالوا أقورار الفروية، ورغم أن هذا الدوار يفصله عن باقي تراب الجماعة سيدي خيار وادي أكاي الذي يخترق تراب هاتين الأخيرتين وصولا إلى مدينة صفرو، ويضطر سكانه إما إلى المرور عبر الوادي وتراب الجماعتين ثم مرورا بتراب بلدية البهاليل للوصول إلى مقر جماعتهم، وإما التوجه إلى مركز مدينة صفرو ثم بلدية البهاليل فجماعة سيدي اخيار القروية ، إنها معاناة حقيقية، حسب تعبير احد سكان الدوار. المحتجون مؤازرين بفعاليات حزبية وحقوقية، ظلت حناجرهم لمدة أزيد من ثلاث ساعات تصدح بشعارات كلها تطالب بحق الإستفادة من الماء والكهرباء وتطالب المسؤولين بإيجاد حل عاجل ووضع حد لمعاناتهم ، دون أن يتمكنوا من لقاء العامل أو الكاتب العام للعمالة لتهدئة خواطرهم بوعد قد لايتحقق . هذا رغم لجوئهم بعد طول انتظار إلى الاعتصام بشارع محمد الخامس لمدة قاربت الساعة وهو ما جعل رجال الأمن يلجؤون إلى توجيه السيارات عبر محاور طرقية أخرى، ورغم ذلك لم يرضخ عامل الإقليم لطلب الحوار ! هذا وقد علمنا أن الكاتب العام للعمالة قام بزيارة الدوار وقدم وعودا للسكان بأن يتم إدراج المشكل بإحدى دورات الجماعة حتى يتمكنوا من الإستفادة من الماء والكهرباء في أفق شهر أبريل القادم ، في وقت كان أحرى أن يتم إدراج هذا الموضوع بدورة المجلس الإقليمي العادية لشهر يناير الحالي، وهي بالمناسبة دورة الحساب الإداري لهذا المجلس الذي غالبا ما تتم برمجة الفائض الصافي خلالها ، هذا إذا ما تحقق فائض طبعا !