اختلفت المشاكل والعراقيل والأسباب، الذي دفعت في اتجاه الاكتفاء بكأس قارية واحدة، فهناك من يؤكد أن المدربين الذين قادوا المنتخب الوطني لم يكونوا في مستوى المسؤولية، وعجزوا عن تدبير الأمور التقنية بشكل جيد، وهناك من أرجع الأسباب لقساوة الطقس وضعف الخدمات بالفنادق وسوء أرضية الملاعب التي تقام عليها البطولات الإفريقية. «الاتحاد الاشتراكي» تستضيف لاعبين دوليين، سبق لهما أن لعبا للمنتخب الوطني وتجرعا مرارة الإقصاء رفقة المنتخب الوطني في أكثر من مناسبة: يعتقد اللاعب الدولي السابق، عز الدين أمان الله، بأن السبب الرئيسي يتمثل في كون ربان السفينة لم يكن في المستوى؛ فكم من كأس إفريقية كان لدينا فيها فريق وطني متماسك، ويتوفر على لاعبين كبار مهرة، لكن المدربين لم يكونوا في المستوى، ولم تكن قيمتهم كقيمة غيريتس مثلا، وأضاف أن منتخب 2006 كان بإمكانه الفوز بكأس إفريقيا بمصر ولكن كانت هناك مشاكل داخلية، لم يتمكن المدرب من التغلب عليها آنذاك، هي التي جعلت مستوى النخبة الوطنية يتراجع. ويرى أمان الله أن المنتخب الوطني الحالي يلعب بطريقة جيدة وظهر بمستوى كبير، والمقابلة التي مازالت راسخة في أذهان كل المغاربة، هي التي كانت ضد الجزائر بمراكش، إذ يجب الحفاظ على تلك التشكيلة بنسبة كبيرة واللعب بنفس النهج والرسم التكتيكي وبتلك المعنويات، وبالتأكيد يمكن لمنتخبنا الوطني الذهاب بعيدا خلال الكأس الإفريقية الحالية. متمنيا أن يتحلى لاعبو المنتخب الوطني بالقتالية، بعيدا عن الغرور. أما بخصوص المجموعة التي يتواجد بها المنتخب الوطني، فهي في متناول المنتخب الوطني، الذي يتواجد على رأسها وبنوع من الجدية سيتأهل المنتخب المغربي بسهولة للدور الثاني، وبعد ذلك ستدخل العناصر الوطنية لمقابلات أصعب، لكن بالرغم من ذلك لدينا المؤهلات للتغلب على كل الصعاب. وبخصوص عاملي الطقس والملاعب، يتوقع اللاعب الدولي السابق، أن يتم التغلب عليهما بهؤلاء اللاعبين الذين يحملون القميص الوطني حاليا، لأنهم محترفون ويتأقلمون مع الأجواء بسهولة، لأن الطقس بالغابون ليس حارا جدا، وخاصة في شهري يناير وفبراير، لأن هذا البلد يتوفر على شواطئ عكس غانا وإفريقيا الوسطى، وبالتالي فالطقس لن يشكل لمنتخبنا عائقا. وطالب اللاعب السابق للدفاع الحسني الجديدي بالتركيز على الإعداد النفسي للفوز بكأس إفريقيا الحالية، لأن الفرصة ذهبية لمنتخبنا الوطني لتحقيق هذا الحلم. أما عبد الإله فهمي، لاعب المنتخب الوطني في حقبة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، فيعيد أسباب تواضع المنتخب الوطني إلى أسباب مختلفة ومتعددة لا يعرفها إلا اللاعب الذي يحمل القميص الوطني، لأن الفنادق لم تكن في المستوى بالإضافة إلى غياب الانسجام بين اللاعبين، وخاصة بين المحترفين والمحليين ؛ وتمنى نجم الرجاء البيضاوي سابقا حظا سعيدا للعناصر الوطنية في هذه المشاركة، وبالتالي تحقيق نتائج إيجابية، لأن الشعب المغربي ينتظر الشيء الكثير من هذا المنتخب الشاب، الذي يتوفر على لاعبين محترفين بأكبر الأندية الأوربية؛ فالمنتخب الوطني سبق له أن حقق إنجازا كبيرا خلال دورة تونس 2004 بوصوله للمباراة النهائية، والآن جاء الوقت للظفر باللقب إن شاء الله. وأكد الدوالي السابق عبد الإله فهمي أن جميع المقابلات ستكون صعبة بالنسبة للفريق الوطني، الذي يجب عليه رد الدين والاعتبار أمام تونس، دون أن ننسى بأن المنتخب الغابوني سبق له الفوز علينا ذهابا وإيابا، وبالتالي فلاعبو المنتخب الوطني مطالبين بالاجتهاد والتضحية لإسعاد الجماهير المغربية، التواقة لرؤية منتخبها فائزا بكأس إفريقيا. وتخوف فهمي من الأجواء المناخية الإفريقية وسوء أرضية الملاعب، خاصة وأن أغلب اللاعبين المغاربة يمارسون بالبطولات الأوربية، والأجواء مختلفة لكن بالإرادة والعزيمة يمكن التغلب على جميع العراقيل.