36 سنة مرت على التتويج التاريخي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بأول لقب أفريقي له قيمته، كأس أفريقيا للأمم، وذلك في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وهو اللقب الوحيد من هذا المستوى لحد الآن. ونتمنى صادقين أن يتوج منتخبنا الوطني الحالي بلقب أفريقي ثان خلال رحلته إلى النهائيات الأفريقية بغينيا الاستوائية والغابون 2012. بيت القصيد من طرح هذا الموضوع هو الحديث عن فريق شباب المحمدية بين الأمس واليوم، فالأمس منذ سنوات كان عملاقا مهاب الجانب، أما اليوم فقد أصبح كيانا ضعيفا تكالبت عليه في السنوات الأخيرة عصابات «الحنيكية» وأردته راكعا للهزائم والخيبات، وأمسى في متناول كل من هب ودب، ومن لا يعرف قيمة العمل الجمعوي في ميدان كرة القدم، همهم الوحيد ما يدر عليهم الفريق من مكاسب شخصية ومادية. لقد جعلوا من تسيير شؤون كرة القدم مجالا خصبا للتهريج والسيطرة والأنانية والتحكم في الشاذة والفاذة من أجل أغراض شخصية تبيح الفساد وتؤدي إلى غياب المراقبة والمحاسبة، مما كانت له عواقب وخيمة أدت بالشباب إلى«الهلاك». ما يجب أن يعرفه الرأي العام الرياضي المحلي والوطني هو أن شباب المحمدية الذي يقبع اليوم في دهاليز الأقسام المظلمة مازال يعاني من نفس الأمراض ونفس الأوجاع ونفس السيطرة (بدون حسيب ولا رقيب) التي عانى منها في السنوات الأخيرة دون أن يلتفت أحد إلى دق ناقوس الخطر في كل مرة بالاحتجاجات تارة، وبالتظاهرات والتنبيهات تارة أخرى، من طرف الغيورين على الفريق من جمعيات وأفراد ومناصرين ومحبين وبدون جدوى، كأن المحمدية عاقر.. حتى أصبح حال الفريق لا يسر عدوا ولا الصديق إلا الذين ينتفعون منه وملتصقين به. هذا الشباب أيها السادة والسيدات هو الذي كان في يوم من الأيام يصول ويجول بين كبار القوم في كرة القدم الوطنية.. ملاعبنا الوطنية تشهد على عبقرية هذا الفريق وقدرته على الإبداع وصنع الفرجة وإسعاد الجماهير أينما حل وارتحل.. هذا الشباب الذي اغتالوه وطمسوا ذاكرته، كان مزودا رئيسيا للمنتخبات الوطنية من مختلف الأعمار بلاعبين موهوبين متميزين، كانت لهم بصمات واضحة في الدفاع عن القميص الوطني والمساهمة في الرفع من مستوى كرة القدم الوطنية التي كان لها صيت كبير على جميع المستويات العربية والأفريقية ثم العالمية. فمن ينسى من المغاربة مساهمة عدد من اللاعبين من فريق شباب المحمدية الذين كان لهم نصيب وافر في فوز المغرب بأول لقب أفريقي من مستوى كأس أفريقيا للأمم. المنتخب الوطني الذي فاز بأول لقب أفريقي بأديس أبابا كان يضم في صفوفه خمسة لاعبين من الشباب، ويتعلق الأمر ب: أحمد فرس الفائز أيضا بالكرة الذهبية الأفريقية سنة 1976، حسن اعسيلة مقنبل الشباك وصانع الأهداف، ادريس حدادي صخرة وسط الميدان، إبراهيم كلاوة المدافع القوي، ثم الحارس المتميز الرعد الطاهر.. فأين نحن اليوم من شباب أيام زمان الذي يطرب ويبدع ويفرح.. بدل الخيبات التي تلازم شباب اليوم. فهل من مغيث؟!