أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أول أمس الاثنين بالرباط، أن «الوزارة حريصة على أن تدافع عن أي مغربي أينما كان»، وذلك في إشارة إلى قضية المغاربة المعتقلين بالسجون العراقية. وقال العثماني، عقب لقاء مع السفراء العرب والأفارقة المعتمدين بالمغرب، أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون «قامت بمساع للتحقق وتتبع وضعية المعتقلين المغاربة بالعراق»، وهي تتابع عن كثب أحوال المغاربة بالبلدان العربية التي شهدت اضطرابات. وأوضح العثماني «أن المغرب سيكون وفيا، كما كان، لتعهداته وللاتفاقيات الدولية التي وقعها،» مؤكدا على ضرورة تمتين أواصر علاقات وروابط المغرب الخارجية وفق منهجية معينة تبدأ بالدائرة المغاربية والدائرة العربية الاسلامية والدائرة الافريقية، ثم التعاون مع مختلف شعوب العالم. وفي السياق ذاته قال العثماني، حسب وكالة المغرب العربي للانباء إن المغرب «سيبذل كل ما في وسعه لرفع مستوى العلاقات المغاربية وخاصة مع الجزائر»، الأمر نفسه الذي أكده في وقت سابق خلال ذات اللقاء، والقاضي بتشبث المغرب بانتمائه المغاربي باعتباره خيارا استراتيجيا، مذكرا بدعوة جلالة الملك محمد السادس إلى وضع نظام مغاربي جديد. وكان العثماني قد أكد خلال لقائه مع السفراء العرب والأفارقة، مواصلة دعم ركائز العمل العربي المشترك خاصة التكامل الاقتصادي الذي يعد من أولويات تعزيز التعاون الثنائي، وذلك من خلال تطوير جامعة الدول العربية بجعلها أكثر قربا من الشعوب العربية، وكذا عبر تبني مقاربات واقعية ملموسة ومتينة عمادها الاقتصاد، مشددا على اعتماد الحوار الإيجابي والالتزام بسيادة الدول العربية ووحدتها الترابية. وبخصوص علاقات المغرب بالاتحاد الافريقي، قال العثماني في ندوته الصحفية «إن المغرب ليس عضوا بهذا الاتحاد ولكنه رغم ذلك لم يغادر الفضاء الافريقي ويتجلى ذلك في علاقات التعاون والمبادرات القائمة بين المغرب والبلدان الافريقية». هذا وقد أكد العثماني خلال اللقاء الذي عقده مع السفراء الأفارقة والعرب، أن افريقيا تشكل أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية، وأن استراتيجية المغرب في القارة السمراء، تجسد الهوية المغربية في افريقيا، والعلاقات المتميزة التي تأكدت من خلال مساندة الدول الافريقية لعضوية المغرب في مجلس الأمن. وفي هذا الصدد، أبرز الوزير أن المغرب من خلال عضويته في مجلس الأمن سيدافع عن مصالح وتطلعات الدول الافريقية، أخذا بعين الاعتبار مبادئ الانفتاح والتعاون. كما أكد الوزير أن تنمية المغرب مرتبطة ارتباطا وثيقا بتنمية افريقيا، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي، مشددا على أن المغرب يركز في عمله على أربعة محاور أساسية تهم تكوين الأطر الافريقية، والمساعدة التقنية، والتعاون الاقتصادي والمالي، والتعاون الإنساني. وبخصوص العلاقات المغربية الاسبانية، أكد العثماني في ندوته الصحفية على أن هذه العلاقات تنبني على أسس خاصة بحكم الجوار الجغرافي بين البلدين، داعيا الى الحفاظ على علاقات التعاون والصداقة بينهما وتعزيزها على المستويات الرسمية والمجتمع المدني والاحزاب السياسية». وشدد على ضرورة إعطاء الاولوية في هذه العلاقات للقضايا المشتركة بين البلدين والعمل على تعزيزها نحو الافضل من جهة، وفتح حوار حول القضايا التي قد تكون موضع خلاف من جهة أخرى. ودعا العثماني، خلال هذا الاجتماع الذي حضره يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إلى إضفاء مزيد من المرونة على آليات التعاون الثنائي القائمة بين المغرب والبلدان العربية، وتعزيز وتيرة التشاور السياسي مع الدول العربية قصد تبادل الآراء وتنسيق المواقف إزاء القضايا المطروحة بحدة على الساحة العربية، وتحقيق مزيد من الانفتاح على البعثات العربية المعتمدة بالرباط والتواصل معها على جميع المستويات. وشكل الاجتماع فرصة سانحة للتطرق للقضية الفلسطينية، حيث أشاد الوزير بالموقف المغربي الذي اتسم على الدوام بتبني نهج الإجماع العربي، والانخراط بقوة في كافة اللجان المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي التي تعنى بالقضية الفلسطينية كلجنة القدس واللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مبادرة السلام العربية.