لا شك بأن تناول الطعام بشكل سليم هو من العوامل الضرورية للحفاظ على الصحة والرشاقة، ولطالما نصح الأطباء بذلك على اعتبار أن التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات والأملاح والمعادن هي شرط أساسي وجوهري لصحة جيدة، ومن بينها الحديد، هذا الأخير الذي يمكن اتباع عدد من النصائح المرتبطة بمجال التغذية في حال كان هناك نقص في هذا العنصر. تقول «بيترا رينر-فيبر»، وهي خبيرة في أنظمة التغذية بمدينة بون الألمانية «الحديد المستمد من المنتجات الحيوانية يمتصه الجسم بشكل أفضل من ذلك المستمد من الخضروات.. ففي حالة الحديد المستمد من المنتجات الحيوانية، تتراوح نسبة امتصاص الجسم له بين 15% و35%، بينما تصل نسبة امتصاص حديد الخضروات إلى 5% فقط»، مضيفة بأنه يجب أن تكون اللحوم بشكل أو بآخر مدرجة على قائمة الطعام مرتين أو ثلاث أسبوعيا، ويمكن إضافة تناول الخضروات الغنية بالحديد إلى ذلك ، مثل جذور الشمندر والحبوب، كما يعد السمك أيضا مصدرا غنيا بالحديد. ثمة أساليب لتعزيز قدرة الجسم على امتصاص الحديد المستمد من الخضروات، وفي هذا الصدد تقول رينر-فيبر: فيتامين «سي» والبروتين والأحماض العضوية مثل حمض «اللبنيك» أو «اللاكتيك « تدعم امتصاص الحديد.. لذا يجب على المرء أن يشرب كوبا من عصير البرتقال مع الوجبة، أو يتناول بعض السلطة، أو أي مادة أخرى للتحلية «، كما توصي الأشخاص النباتيين بتجنب شرب الشاي أو البن بعد الوجبة، حيث أن حمض «الطنطاليك» أو «التانيك» الموجود بهما يحول دون قدرة الجسم على امتصاص الحديد. ونفس الشيء ينطبق على الأطعمة التي تحتوي على عناصر مثل الفوسفات، وحمض الأوكساليك، الموجدين في الراوند «عشب من الفصيلة البطباطية» والسبانخ والكاكاو. عكس الحديد المستمد من المصادر الحيوانية، إذ تقل خطورة الشاي والقهوة. وفي هذا الصدد تقول خبيرة الأنظمة الغذائية «الحديد الموجود بها «المنتجات الحيوانية» يظل ثابتا أمام التأثير الخارجي، ويستطيع الجسم امتصاصه بسهولة».