محمد العرصي المعروف ب «شيبولا» حسيمي الأصل والنشأة، اجتماعي الطبع والصفات. ميزة جعلت علاقاته في مختلف المدن المغربية عبر صداقته المتميزة مع العديد من اللاعبين والمسيرين تترسخ من خلال العديد من المحطات. من يعرف شيبولا أو بنسعيد، يعلم جيدا أن الرجل كان وراء العديد من الأنشطة الرياضية والفنية التي جعلته محط اهتمام، خاصة في المدن الشمالية. يعد محمد العرصي ممن وضعوا النواة الأولى لفريق شباب الريف الحسيمي لكرة القدم، الذي لعب له في الخمسينات إلى جانب أخيه المرحوم ميمون العرصي، وكذا لاعبين آخرين كمعنان ومانشا ولعزيز والرباطي وغيرهم. ويشهد عديدون بكفاءة هذا الرجل الكروي كمهاجم قناص، وحضوره في الميدان. ويرى شيبولا أن ممارسته لكرة القدم كانت مجرد هواية، إذ أن انشغاله الكبير كان هو عمله كتقني متخصص في البيطرة بمدينة كرسيف. ومازال شيبولا يتذكر مباراة فريقه شباب الريف الحسيمي في الستينات أمام فريق من القنيطرة، حيث انهزم الفريق الحسيمي ذهابا وإيابا، والمغرب الفاسي بالحسيمة برسم كأس العرش. كما يتذكر هدفا جميلا سجله بمدينة مليلية بطريقة أبهرت الجميع. شيبولا يؤكد فضل كرة القدم عليه على اعتبار أنها مكنته من كسب صداقة وود العديد من الأسماء. شيبولا يقضي برنامجه اليومي بين أصدقائه، يراقب ما يجري في الساحة الرياضية، خاصة كرة القدم، ويحن إلى الأيام الخوالي حينما كان لاعبا بجميع المواصفات رغم قلة الموارد المالية وانعدامها. يتذكر شيبولا سنوات ممارسته لكرة القدم والتي امتدت لعدة سنوات. ويؤكد أن لا مجال للمقارنة، ففي عهدنا يقول شيبولا كانت كرة القدم تتميز بخصائص لم تعد موجودة الآن، كانت هناك لياقة بدنية هائلة، وكانت الكرة ثقيلة تتكون من الجلد الخارجي بالإضافة إلى غشاء مطاطي يوضع داخله وكانت أحيانا تسقط اللاعب، إذا تلقاها برأسه، وكان اللاعب يلعب من أجل المتعة والدفاع عن القميص. أكثر من 15 سنة من اللعب مع شباب الريف الحسيمي ومنتخب شمال إفريقيا وعدة فرق أخرى، وسنوات من العمل لم يجن منها تقاعد لا يغني ولايسمن من جوع. تابع شيبولا مباراة تكريمية بتطوان، كان أحد طرفيها فريق إشبيلية «بويو» قبل التحاقه بريال مدريد، كما اشتغل مديرا تقنيا لفريق الرابطة التطوانية. ينتمي شيبولا إلى جيل اللاعبين الذين أفنوا عمرهم في حب شباب الريف الحسيمي، كان من أكثرهم قدرة على الوقوف في وجه الأزمات والمشاكل.