في معرضها المقام حاليا بقاعة أركان بالرباط، والذي يستمر إلى غاية 24 يناير 2012، تشتغل الفنانة التشكيلية مليكة الدمناتي المنصوري، في أغلب لوحاتها على مناظر مغربية، قد تكون لبعض المشاهد من المدن، أو لمآثر تاريخية كالقصبات أو بعض الأضرحة، في حين تتبوأ مناظر أخرى عبارة عن جزئيات بؤرا جد هامة داخل هذه اللوحات كالشبابيك التقليدية التي تتشابك مع بعض الأواني ك«القلة» والمزهريات وأطباق الفواكه، والتي يظهر في خلفيتها تداخل أوراق النباتات والزهور التي تطغى، أحيانا، على أعمال هذه الفنانة، لتظهر في لوحات كمشهد خالص لها لا تكدر صفاءها سوى مزهرية في ركن هذه اللوحة أو تلك. والفنانة مليكة الدمناتي في كل ذلك تتحاشى التعامل مع الشخوص في لوحات هذا المعرض، لذلك في الحالات النادرة التي «ظهرت» فيها بعض الشخوص في لوحات قليلة، فإنها «ظهرت» بشكل ضبابي موغل في التجريد يخفي أكثر ما يُجلي. مع العلم أننا هنا إزاء أعمال تشخيصية. لوحات المعرض في أغلبها يهيمن عليها الاشتغال بالصباغة المائية وبتقنيات مختلطة، وبنوع خاص من المداد، لكنها جميعها تمتاز بقدرة الفنانة على التحكم في مواد اشتغالها، وفي طرق تعاملها مع فضاء اللوحات، امتلاء وفراغا، وفق توزيعات تظل في الغالب - حينما يتعلق الأمر بمناظر طبيعية - كلاسيكية، شبيهة بما يمكن لعدسة آلة التصوير أن تلتقطه، لكنها توزيعات تذهب، أحيانا، مذاهب شتى، تشي بهذه القدرة على التحكم، عندما يتعلق الأمر بلوحات تحاول التقاط الجزئيات أو بعض التفاصيل الصغيرة، أو في لوحات أخرى تكاد تنحو نحو التجريد. وفي تعاملها مع الألوان، فإن الموضوع هو ما يحدد لونه، لذلك فهي تتعامل مع كل الألوان وفق ما يمليه الموضوع عليها، لذلك تكاد تكون ألوانها طبيعية، وحينما ترسم الطبيعة فإنها ترسمها على طبيعة ألوانها، الأرض أرض، والبناء بناء، والسماء سماء صافية أو غائمة، لولا أن سماء الفنانة في جل لوحاتها، لا طائر فيها!