يترقب الفلسطينيون المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، التي جرت المرحلة الأولى منها في أكتوبر الماضي، وسط مشاعر تتراوح بين القلق والتمني بأن تتم في الأيام القادمة، إذ يتوقع أن تفرج إسرائيل بموجبها عن 550 أسيراً. وأبرمت حماس صفقة لمبادلة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط -الذي احتجزته في غزة لأكثر من خمس سنوات- برعاية مصرية ب1027 أسيراً فلسطينياً وعربياً على مرحلتين. ولم تتوقف مباحثات حماس مع المسؤولين المصريين حول استكمال التبادل، إذ إن المعلومات المتوفرة تؤكد وجود اتصالات دائمة ومباحثات بين حماس ومصر من جهة ومصر وإسرائيل من جهة أخرى لضمان تنفيذ الاتفاق كاملا. من ناحيته قال الأسير المحرر ومدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة إن المطلوب فلسطينياً - ومن قبل الأسرى خصوصاً - أن تشمل المرحلة الثانية الأسيرات المتبقيات والأسرى أصحاب الأحكام العالية وكبار السن والمرضى. وذكر حمدونة أن هناك انتظارا للمرحلة الثانية مصحوبا بمشاعر خوف وقلق من قبل الأسرى وذويهم الذين يحذوهم الأمل في أن يتم الإفراج عن الذين شابوا في السجون وحرموا من الحياة كما أقرانهم. وأشار حمدونة إلى أن إسرائيل - وفق الاتفاق الذي رعته مصر- مجبرة على تنفيذ المرحلة الثانية وعليها أن تلتزم، مؤكداً أن المرحلة الثانية إن لم تشمل الفئات الأكثر حرمانا وعذابا في السجون ستكون غير ذات جدوى. بدوره، كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردوي آلية اختيار الدفعة الثانية من صفقة شاليط، مؤكداً أن الوسيط المصري يقوم بدور إيجابي ومساند لمطالب حماس. وقال البردويل إن حماس قامت بوضع المعايير الواجب توفرها بالمعتقلين المفرج عنهم في المرحلة الثانية، ومن ثم تقوم إسرائيل بتقديم كشف بأسماء المنوي الإفراج عنهم، وبعد ذلك يقوم الوسيط المصري بمطابقة الأسماء بالمعايير. وأضاف أن الوسيط المصري سيقر الصفقة إذا طابقت الأسماء المعروضة من إسرائيل المعايير التي وضعتها حماس، وإن كانت لا تطابقها ستقوم إسرائيل باستبدال من لا تنطبق عليه المعايير. ولم يذكر البردويل كل المعايير التي وضعتها حماس، لكنه قال إن الاتفاق تم على أساس أن تشمل المرحلة الثانية من الصفقة أسرى من قطاع غزة والضفة الغربية ومن جميع الفصائل الفلسطينية والأسرى المرضى وأصحاب الأحكام. ووصف الدور المصري في مراحل التبادل والتفاوض بالإيجابي والمساند لموقف حماس، مؤكداً أن الأصل أن لا تحدث إشكاليات في تنفيذ الصفقة وأن المسؤولين المصريين أرسلوا تطمينات لحماس بخصوص ذلك. بدوره، أكد السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أن مصر ستعمل على التنفيذ الدقيق لما تم الاتفاق عليه بين الأطراف بشأن الدفعة الثانية من صفقة جلعاد شاليط. وأوضح السفير عثمان أن وفداً إسرائيلياً ناقش في القاهرة مع المسؤولين المصريين سبل تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة. وشدد عثمان على أن مصر تضع كل ما اتفق عليه بين الطرفين برعايتها بشكل دقيق وأمين موضع التنفيذ لعدم إعطاء الفرصة لأي إخلال بالصفقة ومعاييرها وموعدها، مؤكداً أن كل المؤشرات تشير إلى أن المرحلة الثانية ستسير كما هو متفق عليه.