تماشيا مع مطالب جمعيات أسر الأطفال واليافعين والشباب التوحديين، بتطوير البحث العلمي الوطني حول مرض التوحد، وبضمان حق العلاج الملائم لهذه الفئة وحقها في الإدماج في التعليم والتأهيل والمرافقة وفي التغطية الصحية، ومع النقص الحاصل في الأطر البشرية المحلية المختصة في رعاية وتأطير أكثر من 6400 حالة ولادة كل سنة بالمغرب، بمعدل ولادة طفل توحدي كل 20 دقيقة في العالم، احتضنت كلية العلوم الإنسانية ظهر المهراز مؤخرا، يوما تحسيسيا بهدف دراسة إمكانيات إحداث ماستر ودبلوم في هذا التخصص لتطوير مجال التكوينات المتخصصة والشهادات الرامية إلى الاستجابة بشكل كبير للاحتياجات المتعلقة بالتكفل بداء التوحد، الذي يبكي أسر مرضاه دما من كثرة المعاناة أمام ثقل فاتورة التكفل في المجال التربوي للطفل المصاب، لا تقل عن 3500 درهم شهريا في غياب أية تغطية صحية. وينتظر من الطلبة، الذين يتطلعون إلى آفاق الشغل الواعدة وإلى ولوج مهن جديدة ذات أهداف اجتماعية، والراغبين في الحصول على دبلوم الماستر في علم النفس لتكوين اختصاصيين نفسانيين قادرين على وضع برامج في التربية النفسية وتأطير المهنيين وبالإضافة إلى شهادة جامعية لمهنيين في داء التوحد لمساعدة وتلبية احتياجات الأطفال والشباب المصابين بداء التوحد وأسرهم، متابعة عن قرب هذه حالات من خلال زيارتهم باستمرار لمقر الجمعية المراد إحداثه داخل الكلية بفضل الشراكة التي تربط الطرفين، والوقوف على خصوصيات هذا المرض الذي يظهر بوضوح في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، ويعرف بأنه عجز يعيق تطوير المهارات الاجتماعية والتواصل اللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي والإبداعي، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر على الطرق التي يتم من خلالها جمع المعلومات ومعالجتها بواسطة الدماغ مسببة مشكلات في المهارات الاجتماعية، المتمثلة في عدم القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الأفراد وعدم القدرة على اللعب واستغلال وقت الفراغ ، ومعرفة الأسباب وراء تأخر المصابين في اكتساب مهارات التواصل التي تكمن في عدم القدرة على التعبير عن الذات تلقائيا وبطريقة وظيفية ملائمة، وعدم القدرة على فهم ما يقوله الآخرون. ويدخل هذا اللقاء التحسيسي، حسب ما صرح به احمد ساجدي رئيس جمعية «هزم الانطواء بالمغرب»للجريدة، ضمن البرنامج الرامي إلى خلق فرص للنهوض بوضعية الأشخاص المصابين بداء التوحد بالمغرب، ووضع تكوينات جامعية متعددة التخصصات حول الانطواء لملء الخصاص المسجل على مستوى الهياكل والأطر المتكفلة بهذه الحالات. و للتذكير، لقد فاق عدد المصابين بمرض التوحد «الانطوائية» بالمغرب 338000 مصاب مسجل بينهم 108000 طفل توحدي، كما بلغ هذا العدد دوليا 67 مليون توحدي، بزيادة تفوق كل الإعاقات مما جعل المنظمة العالمية للصحة تصنفه وباء عالميا، وحددت يوم 2 أبريل من كل سنة يوما عالميا للتوحد، فانتقلت نسبة حالة توحد لكل 5000 مولود سنة 1970 إلى حالة توحد لكل 90 مولودا سنة 2010 .