اختار رجل الأعمال، كريم التازي، الزميلة «المساء» ، لكي يطلق النار على الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واعتبر أننا أسوأ من حزب الاستقلال (كذا) الذي نزل بالسياسة الى أسفل درجة. واعتبر السيد كريم التازي أن الاتحاد الاشتراكي أسوأ شيء في السياسة، في الوقت الذي قال بأن هذا الحزب يهمش الأطر الشابة . هذا تمرين لا ينطلي على المناضلين، وأولهم المناضلون الذين تم ذكر أسمائهم، فالتازي له موقف عدائي من الاتحاد الاشتراكي كحزب، ويقود حملة ضده، من موقع « الرجل الثوري« الذي يساند 20 فبراير والرجل الثري الذي يمولها! إن الحديث بغير قليل من التعالي عن حزب الاتحاد ، يريد منه الرجل الثري أن يدفع المغاربة الى التنكر لحزب المهدي وبوعبيد، باللعب بأسماء مناضلين يحبهم رفاقهم ويعزونهم ويقدرون نضاليتهم ومواقفهم، ويعتزون بمساهماتهم. ولا داعي لكي يستغل السيد التازي أسماءهم لكي يمرر عداءه. فهؤلاء المناضلون لهم مكانتهم لدى الاتحاديات والاتحاديين. والهجوم باسمهم على حزبهم لعبة قديمة لمن يحتفظ بالذاكرة حية، حيث لا نرى كيف أن الهجوم على اتحاديين باسم اتحاديين آخرين ، يمكن أن يكون مبررا أخلاقيا ومنطقيا. فالهجوم على ادريس لشكر والراضي واليازغي وغيرهم في الوقت الذي يدخل فيه الجميع المعترك السياسي ، يدعونا الى السؤال البدهي : لفائدة من ؟ ولماذا التركيز على قيادة الاتحاد في هذا المنعطف الكبير، وهو يدرك تماما أن الاتحاد الاشتراكي كان الوحيد، ونقول الوحيد، الذي تمكن في الوقت المناسب من وضع الملكية البرلمانية على الأجندة السياسية، والوحيد الذي وجه إلى ملك البلاد مذكرة للإصلاحات.؟ فمن يريد الإصلاح عليه أن يتخندق الى جانب قوى الإصلاح، الملموس والعملي، لا الشعاراتي. فهل ينكر السيد التازي أن القوة الاقتراحية والإصلاحية لهذا الحزب لم تتراجع، لسبب من الأسباب؟ طبعا، له أن ينكر، أما التهميش الذي يتحدث عنه، فهو في مخيلته لأن الاتحاد مفتوح لكل النقاشات والمواقف، كل من موقعه. ولا يمكن للسيد كريم التازي أن ينوب عن الاتحاديات والاتحاديين في بناء مواقف حزبهم، وفي إصلاح الآليات الديموقراطية في البلاد ، وفي هندسة المغرب القادم من الزاوية التاريخية التي اختاروها. النقاش الهادئ مع السيد كريم التازي يقودنا إلى القول بأن الأفكار المتسرعة، والمواقف النارية لا تصنع بالضرورة فكرة جيدة وصواب التحليل. كما لا تصنع تيارا في المجتمع أو قاعدة أخلاقية يمكنها بالفعل أن تحرج من تريد إحراجه.. لقد استعمل السيد التازي قاموسا لا يليق بسليل عائلة كبيرة، ورجل يفترض أنه ينحاز الى الاخلاق في السياسة، فهو يصف من لا يوافقونه الرأي من قادة الاتحاد بأوصاف يندى لها الجبين من قبيل قوله إن «لشكر بايع راسو للمخزن» وأن «الراضي انتهت صلاحيته»، فهل نفهم من هذا أن عمر البحراوي مثلا ، أفيد للمغاربة في برلمان المغرب المتحرك؟ سؤال فقط ، قد يحيل على الزمالات بين رجال الاعمال .. إن الصدق النضالي يفرض استعمال كلام غير جارح، وليس هجوما أقل ما يقال عنه أنه دون مستوى النقاش المطلوب اليوم في البلاد.