شهد مقر عمالة بنسليمان صباح يوم الثلاثاء 18 أكتوبر حركة غير عادية، بسبب الوقفة الاحتجاجية الكبيرة التي نظمها سائقو و أصحاب الطاكسيات، والتي دامت حوالي ساعتين من العاشرة صباحا إلى الثانية عشر زوالا حيث توقفت ما يزيد عن 100 سيارة أجرة كبيرة بالطريق المتجهة نحو مدينة الدارالبيضاء المقابلة لمقر العمالة، مما استدعى حضورا وإنزالا أمنيا مكثفا. وشارك في هذه الحركة الاحتجاجية التي نظمتها بعض الجمعيات المنتمية للقطاع ، ما يزيد عن 160 من المهنيين والسائقين . وتأتي هذه الوقفة ، حسب ما صرح به أمين الطاكسيات و بعض ممثلي الجمعيات، بسبب تدهور أوضاع القطاع الناتج عن عدم احترام شركة « النقل الممتاز» التي تستغل الخطين الرابطين بين كل من مدينتي المحمدية و بوزنيقة من جهة و مدينة بنسليمان من جهة ثانية للاتفاقات المبرمة بين الطرفين بحضور السلطات المحلية ، حيث أكد المتضررون ل« الاتحاد الاشتراكي» في هذا الإطار ، «أن حافلات الشركة المذكورة تستفيد و تشتغل بالخطين المذكورين المشار إليهما بشكل عشوائي و فوضوي في غياب حصولها على التدبير المفوض للنقل الحضري و ما بين الحضري ، حيث أن الشركة لم تعمد إلى تحديد عدد الحافلات في الاتجاهين معا ، فالخط الرابط بين بنسليمان والمحمدية تستغله حوالي 18 حافلة ، أما الخط المتجه نحو بوزنيقة فتشتغل به حوالي 13 حافلة»، الشيء الذي اعتبره المحتجون «قطعا للأرزاق و دفع المهنيين و الحرفيين إلى التشرد و الضياع »، بالإضافة إلى عدم تحديد مدة الانطلاق بين الحافلة والأخرى ، فالمدة المعتمدة حاليا حسب ممثلي الطاكسيات ، هي 5 دقائق ! و هي مدة غير منطقية ، كما أن جميع الخطوط التي تستغلها حافلات الشركة لا توجد بها علامات الوقوف المخصصة لتوقف هذه الأخيرة ، مما يعني أن الحافلات تتوقف لكي يصعد و ينزل مستعملوها على مدى الخط الذي تستغله بشكل عشوائي و حسب رغبة سائقها ، ناهيك عن الزيادة في عدد الركاب، علما ، حسب نفس المصادر، فإن «الشركة المشار إليها لا تتوفر على امتياز رخصة التدبير المفوض للنقل و قد تم تمكينها من الاستفادة من هذا الامتياز استثناء لنقل الطلبة فقط إلى المعاهد و الجامعات بالمدن المجاورة». هذه «الوضعية العشوائية» أضرت كثيرا بقطاع الطاكسيات ببنسليمان ، حيث وجد أرباب و سائقو سيارات الأجرة أنفسهم أمام تزايد أسطول« النقل الممتاز» مهددين بالضياع و التشرد ، حيث تظل هذه السيارات واقفة لمدة طويلة بالمحطة في انتظار القيام برحلة أو رحلتين في اليوم لنقل المسافرين، و رغم كل ذلك، فإن المهنيين ليسوا ضد استفادة أية شركة من النقل الحضري و مابين الحضري التي تعمل بشكل منظم وفي إطار القانون و إنما يطالبون الجهات المسؤولة والمعنية بالتدخل من أجل حماية القطاع من الذين لا يحترمون الاتفاقات و يشتغلون بشكل عشوائي و فوضوي. و قد علمت « الاتحاد الاشتراكي» في هذا الصدد أن اجتماعا عقد بمقر العمالة على إثر الوقفة الاحتجاجية المذكورة ترأسه الكاتب العام للعمالة وبعض ممثلي المصالح المعنية، بالإضافة إلى ممثلي الطاكسيات حيث قدمت وعود من أجل معالجة و حل مشكل قطاع النقل بالإقليم ، كما تم إخبار المحتجين بأن عملية فتح الأظرفة لمعرفة الشركات المتنافسة على الاستفادة من امتياز النقل الحضري و مابين الحضري بالإقليم وكذا معرفة الشركة الفائزة بالصفقة بُرمجت ليوم 20 أكتوبر الجاري .