قرر الناجم علال المنحدر من أصول صحراوية الاستمرار في الاعتصام وشد حبل التحدي أمام مكتب المفوضية العليا للاجئين برابوني جنوب تندوف. وأرسل الشاعر عدة رسائل الى المنظمات غير الحكومية والهيئات المختلفة للأمم المتحدة يطالب فيها الهيئات بالتدخل لحماية حقوقه ومصالح جميع المحتجزين في تندوف. كما وصف الناجم من خلالها الوضع الصعب الذي يعيشه هو وعائلته، وأن حياتهم معرضة للخطر في أية لحظة. شغل الفنان الناجم علال إلى وقت قريب منصب المدير العام لمديرية الفن بوزارة الثقافة لما سمى «جبهة البوليساريو»، إلى أن تم توقيفه رسميا من مهامه وتجريده من كل ممتلكاته وسحب جواز سفره الجزائري، مباشرة بعد إطلاقه لألبوم غنائي ثوري يمجد فيه الشباب الراغبين في التغيير الجذري والثائرين ضد الفساد التي تمارسه قيادة «البوليساريو» ضد المحتجزين. بعد الاعتصام الذي ينفذه الشاعر أمام مكتب المفوضية العليا للاجئين بالرابوني جنوب تندوف احتجاجا على إقالته وحذف جميع السجلات والمحفوظات المتعلقة بالشاعر من طرف مجلس الإدارة للإذاعة و التلفزيون للبوليساريو ومحاولة دفن ذلك التراث الثقافي، تعرضت خيمة الشاعر إلى الحرق من طرف ميلشيات مسلحة تابعة لجبهة «البوليساريو» . ويعتبر هذا الاعتداء على الخيمة الثاني من نوعه في ظرف ثلاثة أيام، إذ سبق وهاجم «بلطجيةً البوليساريو» الخيمة حيث يعتصم ليلا وسرقوا ما بها من متاع وبعض معدات الطبخ. لابد من الإشارة إلى أن المبدع والشاعر والموسيقار والملحن الناجم علال من مواليد 1968 بمدينة السمارة، وكانت أسرته من بين العائلات الصحراوية المغربية التي رحلت من بلدة أمغالا إلى تيندوف من قبل القوات الجزائرية، تحت ذريعة حمايتهم من الجيش المغربي، و لم يكن سنه آنذاك يتجاوز الثمانية أعوام، وفي بداية عام 1976 بدأ بالتنقل بين المدن الجزائرية للتمدرس، حاله كحال جل الأطفال المغاربة الصحراويين المرحلين، إلى أن اجتاز المرحلة الثانوية ليجند إجباريا من قبل جبهة البوليساريو سنة 1984 وهو لم يبلغ السادسة عشرة من عمره، ليكون هو الآخر من ضحايا تجنيد الأطفال والقاصرين، ولأنه ابن أسرة فقيرة غير مقربة من القادة، التحق بالناحية العسكرية السابعة التي ظل بها الى سنة 1991 . ظهر الفنان ضمن فرقة الناحية العسكرية السابعة سنة 1987 بأغنية «أنا والصحراء والتشواش» ضمن مهرجان الشباب لصيف 1987، ليتربع على عرش الأغنية الصحراوية منذ ذلك التاريخ إلى غاية يومنا هذا. وشارك في جل المهرجانات الدولية التي تحضرها جبهة البوليساريو للتسويق والدعاية لقضيتهم الوهمية، وفي سنة 2000 وقع الفنان عقد مع شركة إسبانية لتسجيل الأشرطة السمعية البصرية، و فاز الفنان بعدة جوائز أهمها جائزة الوتر الذهبي بألمانيا سنة 2003 . (صحافية متدربة)