الخوض في موضوع السباق على الطريق يعتبر من المواضيع الشائكة، فبالرغم من إيجابياته تبقى السلبيات كثيرة بالنسبة لرياضة ألعاب القوى، والدليل هو أن بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا حينما شجعت هذا الصنف الرياضي بكثرة لتواجد شركات ممولة بمبالغ مالية جد محترمة، تراجعت عطاءات العدائين على المستوى الدولي. ووعيا من المغرب بخطورة الظاهرة في السنوات الأخيرة عمل على تقنين السباقات على الطريق، بتقليص عددها إذ أصبحت مقتصرة في تنظيم بعض التظاهرات الدولية كماراطوني مراكش والدار البضاء لطبيعتهما الدولية، التي تتميز بحضور عدائين دوليين من العيار الثقيل ومساهمتهما الايجابية في التنشيط الثقافي والسياحي. كما يشكلان فرصة حقيقية لبعض العدائين المختصين في رياضة الماراطون ونصف الماراطون لتحقيق توقيت يخول لهم المشاركة في المنافسات الدولية، وكذلك فرصة الالتحاق بالمنتخبات الوطنية للمشاركة في البطولات القارية والدولية. لكن سلبيات هدا الصنف الرياضي تبقى كثيرة، فبالرغم من إغرائها للعديد من العدائين في الانخراط في مسابقات السباق على الطريق رغم الحوافز المادية التي لا ترقى إلى مستوى المجهود البدني للعدائين، مما يؤثر سلبا على تطور ألعاب القوى، وبالتالي الأندية والرياضة الوطنية بصفة عامة. وحسب عبد السلام بلكوح، رئيس فرع الأولمبيك لألعاب القوى، فإن السباقات على الطريق تستنزف قدرات العدائين وتحول دون تطوير مهاراتهم وتحسينها لانعكاساتها السلبية على اللياقة البدنية للعدائين، وخاصة على مستوى الساقين. وأضاف بأن قرار الجامعة بتقنين السباق على الطريق وتحديد أوقات معينة لممارستها يبقى صائبا للحفاظ على عطاءات العدائين وتطويرها. سيما وأن العديد من المنظمين يستغلون العوز المادي للعدائين لاستقطابهم. حسن صموتي