لقد أضحى مألوفا غياب بعض أطباء القطاع العام بمستشفى مولاي الحسن بن المهدي بمدينة العيون، مقابل تواجدهم بالعيادات والمصحات الخاصة، بحيث يتم «تهريب» المرضى إليها، تحت أنظار مسؤولي المستشفى ثم المندوب الإقليمي والمدير الجهوي لوزارة الصحة بالعيون، وهو ما ساهم في ضعف الخدمات الصحية المقدمة للمرضى بأقسام المستشفى المذكور. وتكفي زيارة قصيرة لأجنحة المستشفى ليقف المرء على معاناة المرضى مع غياب بعض الأطباء الذين لايحضرون لهذا المستشفى إلا من أجل «ترحيل» المرضى نحو إحدى المصحات المشهورة ، والتي إن كنت تبحث عن طبيب ما ستجده بهذه المصحة، بحيث أن هناك حالات مرضية عديدة ومتنوعة يتم تهجيرها إليها من المستشفى العمومي، خاصة في مجال الولادة، حيث يتم بث الرعب في نفوس النساء الحوامل بأن ولادتهن تقتضي تدخلا جراحيا ويستعصي إجراؤها بالمستشفى العمومي بدعوى غياب التجهيزات الطبية الضرورية، أو عدم توفر لوازم الجراحة! أما قسم طب الأطفال ، فهناك لغز ننتظر من إدارة المستشفى أن تفك طلاسيمه، بحكم أنها هي المسؤولة المباشرة عما يجري في هذه المصلحة التي تشهد اختلالات عديدة تستدعي إيفاد لجن تفتيش مركزية من وزارة الصحة للوقوف على حجم معاناة المرضى مع غياب الطبيب.