بعدما استبشر الصويريون خيرا بانطلاق أشغال مشروع التأهيل الحضري لمدينتهم ، أصيبوا بتذمر كبير جراء طريقة ونوع هذه الأشغال التي شملت بعض النقط السوداء دون غيرها سواء داخل الحي نفسه أو على مستوى عدد معين إلى حد الآن من أحياء الصويرة التي غادرها العمال إلى مكان آخر دون الانتهاء من أشغالها مخلفين وراءهم أكواما من الأتربة والأحجار على أرصفة الشوارع والأزقة، وأسلاك أعمدة الإنارة العمومية البارزة على سطح الأرض وفوهات قنوات المياه العادمة مفتوحة بدون أغطيتها الحديدية وعدد من الحفر المنتشرة هنا وهناك مهددة الساكنة بالأخطار التي تحدق بحياتهم، وقد زاد الطين بلة انتشار الأزبال في كل مكان لقلة الحاويات التي لم يعد عددها يفي بكل الحاجيات المطلوبة بعدما تقادم واهترأ الكثير منها ولم يتم تعويضه، ناهيك عن عدم غسل وتنظيف ماتبقى منها كلما دعت الضرورة إلى ذلك مما جعلها تصبح مصدر روائح كريهة تزكم الأنوف ومصدر جحافل الباعوض والذباب التي تقتحم البيوت من نوافذها، مما يجبر الساكنة على إغلاقها لاتقاء شرهذا النوع من الحشرات وكذا إقلاق راحتها بواسطة الأصوات الصاخبة والروائح المنبعثة من الورشات الميكانيكية المتواجدة بكثرة في الطوابق الأرضية لعدد من المنازل بالأحياء السكنية، هذه الورشات التي يعمل أصحابها على إصلاح السيارات والشاحنات والحافلات وكذا صباغتها التي تكاد روائحها تحبس أنفاس الأطفال والكبار من الساكنة على حد سواء بكل من حي البحيرة والتجزئة الخامسة وحي أزلف وحي البرج وغيرها من الأحياء، كما أن متلاشيات أجزاء السيارات والشاحنات والحافلات احتلت بشكل فظيع الملك العام غير مبالين أصحابها بالسكان المجاورين لورشاتهم مثلما هو الحال بالنسبة ( للفراشة ) في شارع المسيرة وعلى طول االرصيف على امتداد الشارع الرابط بين باب دكالة وباب الحدادة بالمدينة العتيقة، فقد اتخذوا هذا المكان لعرض بضاعاتهم بطريقة عشوائية بجنبات الشارع ووسطه وفوق الرصيف مكونين حجابا بين أعين المتبضعين والدكاكين، متسببين كذلك في عرقلة سير المارة والتبضع بسهولة بفعل كثرة الازدحام نتيجة ضيق هذا المكان الذي لم يسع العدد الكبير من الباعة المتجولين في غياب سوق مهيكل ومنظم يستجيب لحاجيات الجميع بهذه المدينة التي بقيت أغلب أزقة أحيائها وشوارعها دون أن تحمل أسماء لدرجة أن الانتقال بين هذه الأحياء خاصة مع أصحاب الطاكسيات يتم بذكر إما باسم مدرسة أو فرن أو صيدلية أو مقهى، وفي ما يتعلق بالسير والجولان فتفتقر الصويرة كلية لوسائل التشوير خاصة أضواء المرور، فقد أصبح من الضروري تعميمها على سائر النقط التي صارت تعرف في السنوات الأخيرة ضغطا كبيرا من حيث حركة المرور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر شارع العقبة الذي تتواجد به عدد من المؤسسات التعليمية والإدارات العمومية والمرافق التجارية ...،هذا الشارع الوحيد بالصويرة الذي حالف الحظ ساكنيه بالاستفادة من حسن خدمات الشبكة العنكبوتية بهذه المدينة ، أما غيرهم من باقي ساكنة الأحياء فلكي ينعمون بحسن خدماتها يجدون أنفسهم مجبرين على الذهاب إلى إحدى مقاهي الانترنيت التي توفر لهم جودة هذه الخدمة، وهذا يعطي صورة صادقة على أن هذه المدينة تعرف عدة اختلالات في شتى المجالات مما يستوجب أن يقيس تأهيلها الحضري كل هذه المجالات حتى ينال الصويريون كامل حظوظهم على غرار سائر المواطنين بالمدن المغربية غير منقصوصة في كل ما له صلة بحياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والرياضية وغيرها طبقا للاستراتيجية العامة للدولة ولسياستها التي فتحت أوراشها ببلادنا منذ 12 سنة مضت عرف المغرب خلالها قفزة نوعية ملحوظة.