تتواصل «فضائح» سوء التسيير الجماعي بعين حرودة بعمالة المحمدية، فبعد فضيحة استغلال الرئيس «وهو نائب برلماني بالمناسبة »، لمياه صالحة للشرب تنقلها شاحنة تابعة للجماعة من منابع عمومية لمقر سكناه ولضيعته، كما عاين ذلك مفوض قضائي محلف بالمحكمة الابتدائية بالمحمدية، وكما جاء في محضر معاينة وإثبات حال موقع من طرفه، يوم 16 شتنبر الماضي، الذي أوضح أن شاحنة تابعة لبلدية عين حرودة حاملة للترقيم التالي: ج 110082 من نوع «رونو»، مزودة بصهريج كبير لونه أزرق، تنقل مياها صالحة للشرب من منبع عمومي بحي ناساديهي بالكيلومتر 17 عين حرودة في الساعة التاسعة وعشر دقائق صباحا، وقام المفوض القضائي بتتبع مسار الشاحنة إلى أن ولجت ضيعة ومسكنا في ملكية رئيس جماعة عين حرودة بأولاد سيدي علي شطيبة دوار كريش جماعة الشلالات. ويؤكد هذا المحضر ما يتداوله الشأن المحلي عن قيام رئيس بلدية عين حرودة باستغلال مياه صالحة للشرب من منابع عمومية في أغراضه الشخصية وفي سقي ضيعته، كما يستغل عمال البلدية ويشغلهم في نفس الضيعة! بعد تلك الفضيحة، برزت فضيحة أخرى عاينها نفس المفوض القضائي بالمحكمة الابتدائية للمحمدية بطلب من أحد مستشاري المجلس البلدي لعين حرودة، حيث جاء في محضر معاينته :« انتقلت يوم 30 شتنبر 2011، إلى حي ناساديهي بالكيلومتر 17 عين حرودة المحمدية، حيث عاينت سيارة تابعة للجماعة من نوع «مازدة» تحمل رقم ج 154512، بيضاء اللون وهي تحضر في الساعة السابعة والربع صباحا، وتوقفت أمام مدخل العمارة 11 بالزنقة 3 بهذا الحي، حيث ركبتها شابة خرجت من تلك العمارة وانطلقت بها ، فتتبعت مسارها إلى أن غادرت عبر الطريق السيار انطلاقا من الجسر الموجود بالكلم 17 في اتجاه مدينة الدارالبيضاء». مصادر مطلعة أكدت أن الشابة التي استقلت سيارة الجماعة، هي ابنة موظف يعتبر القبضة الحديدية للرئيس ، تنقلها سيارة الجماعة يوميا من سكناها بعين حرودة للمؤسسة التعليمية التي تتابع فيها دراستها والموجودة بمدينة الدارالبيضاء، في الوقت نفسه يستغل والدها سيارة اكترتها الجماعة وتضعها رهن إشارته! الفضيحة جاءت في وقت يعاني فيه عمال وموظفو بلدية عين حرودة من انعدام وسائل نقل تنقلهم من وإلى مقرات سكنهم، وفي الوقت الذي يتعذب فيه عدد كبير من تلاميذ فقراء عين حرودة جراء الاعتماد على «أرجلهم» المتهالكة والضعيفة لقطع مسافات بعيدة ومتعبة للوصول إلى مدارسهم دون أدنى التفاتة من مسؤولي المجلس البلدي لجماعتهم، ودون رأفة ورحمة، في الوقت الذي يبيح الرئيس لنفسه إهداء سيارة للجماعة لنقل تلميذة واحدة من عين حرودة للدارالبيضاء يوميا، وهي السيارة التي يمكن أن تقل عشرين تلميذا أو عاملا على الأقل! في موضوع ذي صلة، تلقى سكان جماعة عين حرودة باستياء كبير، إقدام الرئيس وأتباعه على تمرير طلب الاستفادة من قرض يناهز ثلاثة ملايير سنتيم، وتوريط الجماعة في هذا القرض، تحت ذريعة إنجاز بعض المشاريع. وزادت درجة الاستياء والاحتقان، عندما علم المتتبعون أن الرئيس ينوي استغلال القرض من أجل تعبيد بعض الطرقات وإقامة نافورات فقط!! واعتبروا ذلك حملة انتخابية سيعتمد خلالها الرئيس على أموال الشعب، ولن يهمه فيها مدى خطورة توريط الجماعة في قرض هي في غنى تام عنه!