نظمت جمعية الشعلة للتربية والثقافة (فرع الرباط يعقوب المنصور) بشراكة مع مجلس مقاطعة يعقوب المنصور مقاهي ثقافية رمضانية من24 إلى30 غشت 2011 بفضائي مؤسسة الشرق والغرب وساحة مركب المنال، استضيف خلاله ثلة من الفنانين المغاربة الذين ساهم معظمهم بأعمال فنية خلال شهر رمضان . فكانت الإستضافات فرصة سانحة لبسط النقاش والحوار معهم بمشاركة عشاق ورواد هذه المقاهي الثقافية . فخلال الليلة الأولى، التقى جمهور المقهى بالفنانين المسرحيين المتميزين محمد بصطاوي ومحمد الرزين في ليلة ساهرة أحيي فقراتها الموسيقية عازف العود عزيز عسال أستاذ التربية الموسيقية . وعند فتح النقاش مع الجمهور الحاضر، تحدث الفنان الرزين بنزاهته المعهودة عن الظروف «الإستثنائية » التي عرفها الإنتاج الغزير لهذه الأعمال التلفزية، وفي معرض إجابته خص الفنان بصطاوي بصراحته المعروفة حيزا زمنيا للحديث عن غياب نقد متخصص وبناء بمشهدنا الفني، وحضور صحفيين غير متخصصين في النقد الفني دأبهم توجيه الإنتقاد اللاذع الجارح لفنانينا، هذا رغم ما يعانيه فنانونا من ضنك العيش وإكراهات المشاركة والمقاطعة وهاجس الجودة والرداءة في ظل اختلالات تنظيمية وقانونية للمهنة ، بحيث أصبحث غزارة الإنتاج الوطني خلال رمضان تشكل قاعدة لا استثناء في كل القنوات التلفزية المغربية مما يضيق الخناق على إنتاجنا الهادف والجاد . وخلال الليلة الثانية شارك في المقهى كل من الفنانة المقتدرة نجاة الواعر والفنانة الشابة الواعدة سناء بحاج .. ، جرت أطوار الحوار الذي دار بين الحاضرين والضيوف في جو حميمي ودافئ حول مواضيع شتى منها خصوصية العمل المسرحي باعتباره «أب الفنون» وأهمية الدراسة والتكوين في صقل موهبة الفنان وتأهيل ذاته لممارسة عمله ، وتداخل المهن المسرحية والسينمائية وتنوعها وتكاملها وتباين التخصصات الموسيقية على اختلاف أنماطها وألوانها وتوجهاتها . كما جرى الحديث حول نوعية المشاركات التلفزية خلال هذا الشهر الفضيل لكل من سناء بحاج في المسلسل الضخم «زينة الحياة» والشريط التلفزي «الزواج الثاني» الذي شاركت فيه الممثلة نجاة الواعر الذي أخرجته باقتدار الفنانة القديرة خديجة أسد .كما تم إشراك الحاضرين والضيفتين من خلال عوده ، في غناء مقاطع من خالدات «مستنياك ، يامسهرني ، ياقاطعي الجبال » و.. وخلال الليلة الثالثة حضر كل من الملحن عزيز حسني والفنانة المسرحية كنزة فريدو التي ألقت قصيدة زجلية بكيفية درامية تحت عنوان «الكية» تحت تصفيقات الجمهور الغفير . كما تحدث الملحن عزيز حسني عن تجربته الإبداعية خصوصا ما تعلق بإنتاج قرصه المدمج الأخير « رحم المعجزات » . أما الليلة الرابعة فكان الموعد مع الفنان عبد الكبير الركاكنة الذي تحدث مليا عن خصوصيات العمل التلفزي أو السينمائي في غياب مصادر تمويل قارة واهتمام الخواص واستفراد القطاع العمومي بدعم الإنتاج دعما مشروطا في ظل إكراهات التسويق المحلي والقرصنة وانقراض دور السينما . كما أكد على الإكراهات العديدة التي يعرفها قطاع العمل النقابي رغم مكاسبه العديدة النوع والمحدودة الفائدة ومنهالا قانون الفنان وتنوع تخصصات العمل الفني والدعم المسرحي كتجربة تحتاج للتفعيل والتقنين والمراجعة الفاعلة . كما تمت استضافة الفنانة المحبوبة سعاد خيي التي استجابت بتلقائية للدعوة لتخصص لقاءا حميميا لجمهور المنال الحاضر بكثافة لهذا المقهى الثقافي الخامس. وفي الليلة ما قبل الأخيرة شنفت المطربة سناء ستيتو أسماع جمهور المقهى بمشاركة المطرب المتألق عبد المطلب بحشوش الذي حاز مؤخرا على الجائزة الأولى في الموشحات والغناء العربي خلال المبارة الوطنية العمومية لوزارة الثقافة . بالفعل كانت مقاهي ثقافية رمضانية بفضائين جميلين رائعين ، وليالي ساهرة حافلة بالكلمة المعبرة والحديث الشيق والطرب الأصيل والفن الرصين ، أمتع المحتفى بهم على مختلف مشاربهم وتخصصاتهم وتجاربهم الفنية ومساراتهم الثقافية الجمهور الحاضر الوفي لأمسيات السمر الفني والأنس الرمضاني والفن الراقي الهادف والممتع. وفي نهاية كل لقاء كانت توزع هدايا تذكارية وشواهد تقديرية للمحتفى بهم بفضاء ا لشرق والغرب أو بالمنال. وتجدر الإشارة إلى أيضا أن اللقاءات الفنية المفتوحة نشطها الإخوة نورالدين أقشاني ، رشيد لحلو ، نورالدين ديين وحميد بودغران .