ثلاثة عقود من الصرخات و الوقفات و الشكايات و الكتابات من أجل توسيع و تقوية الطريق التي تم تصنيفها مؤخرا تحت اسم الطريق الإقليمية رقم 3109 التي تربط الطريق الثانوية رقم 8 بجماعة بني عياط التابعة لإقليم أزيلال، مرورا بجماعة سيد حمادي، إقليم الفقيه بن صالح. الطريق الإقليمية التي تم تأسيسها منذ نهاية الستينات وطالها النسيان رغم ما تسببت فيه من مشاكل و مصائب و حوادث مميتة، ذات الطريق التي تعتبر جسرا حيويا بين جنوبإقليم ازيلال و شماله، وقد خُصص لهذا المشروع المهم غلاف مالي يقدر بحوالي 9200.000.00 درهم . لقد بدأت الأشغال بصفة رسمية منذ أكثر من أربعة شهور، واستبشر المواطنون خيرا، لكن سرعان ما تحولت البشرى إلى معاناة يومية، بسبب «الكارثة» البيئية والتي تتمثل في الغبار الذي ينبعث من الطريق كلما مرت سيارة أو شاحنة أو إحدى الآلات التابعة للمقاولة، «انتشار الغبار اليومي المزعج و الخطير لا يهم المسؤولين في شيء، لا تهمهم أوضاع الساكنة الصحية أو النفسية و لا راحتها.. أن يصاب المواطن بالربو أو الحساسية أو السل، لا يهم من لا يفكرون إلا في الحملة الإنتخابية السابقة لأوانها، من اجل الحفاظ على المناصب و المكتسبات.. خصوصا الرجل الأول الذي يمر علينا على متن السيارة الجماعية الفارهة و المكيفة، ، غير مبال بمحنتنا» يقول أحد المواطنين. صحيح أن المسؤولين يقومون برش ما تمت تسويته من الحصي لإسكات الحناجر المحتجة على الكارثة البيئية التي تتسبب فيها الأشغال ، ذات الأشغال التي تتسم بالإعاقة تارة، و بالإرتجالية تارة أخرى...و مما أثار انتباه المواطنين ، «المادة» التي تعمد المقاول استعمالها لتقوية الطريق، حيث تم إفراغ مادة الطين على طول جنبات الطريق الإقليمية، رقم 3109 ، ترى هل الطين مادة صالحة، تضمن السلامة و تحترم المقاييس و القوانين المعمول بها دوليا في البنية التحتية الطرقية؟ الطين الذي لم تتم تسويته أصبح يعرقل حركة السير و يثير غضب مستعملي مختلف المركبات .. و أمام هذه «المحنة البيئية» لا يجد المواطن إلا السخرية للتخفيف عن نفسه. فهناك من قال: انتظروا الأسمدة الحيوانية لتكملة الأشغال، وآخر يقول: إنهم سيجعلون من جنبات الطريق منبتا لغرس البطاطس و هي أول تجربة رائدة للنهوض بالبنية التحتية الطرقية الأولى من نوعها في العالم، و من هنا لا بد من الإشارة إلى التماطل الذي تعرفه الأشغال، نحن نعلم بالغلاف الزمني المحدد لإنهاء المشروع، لكن بين زيارة مع بداية الأشغال و زيارة أخيرة، تبين أن الأشغال لم تعرف تقدما ملحوظا! يمكن التعليل بشهر رمضان، لكن المقاول الذي يؤمن بفكرة و نظرية الوقت ... يشتغل تحت أشعة الآلات من أجل راحة المواطنين و ربح الوقت. من هنا نطالب السلطات الإقليمية في شخص عامل الإقليم، بإيفاد لجنة لمراقبة سير الأشغال و جعل حد لهذه «الكارثة البيئية»، والذي ننتظر منه الوفاء بالوعود التي التزم بترجمتها على أرض الواقع.