تعددت وتنوعت الاعتداءات التي أصبحت ساكنة الحاجب عرضة لها في واضحة النهار ، وغدت أفلامها «الهيتشكوكية» حديث العام والخاص ، ويوما عن يوم يسقط ضحايا جدد لهذه الاعتداءات، سواء بشكل مياشر عبر التهديد أو استعمال السلاح الأبيض أو بشكل غير مياشر عبر قطع الطريق و السرقة ، ، حتى أن الساكنة أصبحت تخطر بين الفينة والأخرى ، بعدم التجوال في أحياء وأزقة بعينها تجنبا للسقوط بين مخالب هذه العصابات التي كونت «ميلشيات» مسلحة بالآلات والسكاكين ومطعمة بشتى أنواع القرقوبي والحشيش التي تعددت نقط بيعه المعلومة ، فلم تعد ساكنة الحاجب تحجب تخوفها من المصير الذي ينتظر فلذات أكبادها في ظل هذا الواقع المخيف ، واقع أصبح يذكر المدينة بسنوات الغاب التي أرخت بظلالها على فترة قاتمة من تاريخ هذه المدينة ، حيث تعددت الجرائم المسجلة آنذاك والتي سارعت إلى تعزيز الساحة الأمنية بالأمن الوطني ليعوض خدمات الدرك ، وهو القرار الذي أدخل المدينة في فترة اطمئنان مؤقتة استغرقت بعض الشهور والسنين ، لينقلب الحال ، وتعود المدينة لتعيش رعبا جديدا، تعالت وتيرته بتسجيل تراخ كبير في التعامل مع بعض الأحداث التي كانت المدينة مسرحا لها ، وتفكر المدينة حاليا عبر فعالياتها الحزبية والجمعوية ، في الرد على هذا الاضطراب الذي تعيشه المدينة ، في محاولة لإرجاع الهدوء والاستقرار لربوع هذه الدائرة الترابية. لقد كان إيواء ساكنة متزوجة في القطب السكني المحتضن سلفا للدعارة واحدة من الخطط الإيجابية لمحاربة هذا النشاط اللانساني ، وإنجاح هذه الخطة تطلب تضحيات جسام من عدة أطراف في مقدمتها بالطبع الساكنة الحاجبية التي اكتوت بنار هده «المهنة» القذرة ، وعندما تجندت كل القوى الحية بالمدينة لاستئصال الظاهرة كانت تعي جيدا أن هناك لوبيات تقتات من قفة الظاهرة وفي مقدمتها بالطبع وسطاء اغتنوا عبر ملء القفة في تلك السنوات وتقديمها لبعض المسؤولين الأمنيين عند نهاية كل أسبوع ، ومحتضنات أخفوا الرؤوس في انتظار مرور العاصفة ، وأبواق كانت تتشدق بكون الميزان التجاري للمدينة أو بورصتها ستتعرض للنكسة ، ولم يستطع لا هذا ولا ذاك تحريك عزيمة الساكنة في محاربة الظاهرة التي خدشت وجه البلاد في منتظمات دولية إقليمية وعالمية ( ملف خديجة باهي) ، وتمكنت المدينة من استرجاع ماضيها المشرق وتعزيز كرامتها المغتصبة من لدن أناس لا هم لهم غير البحث عن منافذ لملء الجيوب، لكن اليوم أصبح الخوف ينتاب الساكنة أكثر من أي وقت مضى من خلال خطة مضادة يشنها هذا اللوبي المتحالف ضد مصلحة البلاد ، عبر عودة العديد من ممتهنات الظاهرة للسكن من جديد داخل هده الأحياء وملء بيوتاتها من جديد بالعاهرات في محاولة لخلط الأوراق واستغلال سياسة غض الطرف التي أصبحت تعيش على إيقاعها ب الدوائر ، عكس الشهور الماضية ، وهو الموقف الذي فطنت له الساكنة التي تحركت لفضح هذه المؤامرات التي تحاك ضد مصلحة الحاجب ، والتي قد ترمي بأبنائها الشرفاء من جديد في براثين الوحل، وانتظار سنوات أخرى لتطهيرها . فهلا استحضرت الدوائر الأمنية المصلحة العليا للبلاد، والمجهودات الجبارة التي بذلتها الدولة والساكنة في التخلص من واحد من الملفات الثقيلة في مجال انتهاك حقوق الإنسان ؟ أم ستنتظر خروج الساكنة للتعبير عن غضبها ؟