كان الإبن ( ع ح ) المزداد بتاريخ 13-01-1990، قد تحول إلى هيكل عظمي تكسوه بعض الملابس الخفيفة، عينان مغرورقتان لا تكادا تنفتحان، أضرب قهرا عن الطعام واكتفى بجرعة ماء يتناولها كل ربع ساعة للاستمرار على قيد الحياة ، كل شيء تغير في حياة الأسرة الصغيرة لهذا الشاب، وكل من سبق أن وقعت أعينه على الشاب علي الذي كان وزنه يتجاوز 50 كلغ في سن 20 سنة لا يصدق الأمر، والأم التي تتصارع لوحدها من أجل توفير لقمة العيش ل 4 بطون كبائعة متجولة طرقت كل الأبواب دون أن تفتح لها واحدة ، ضاع منها إبنها في ظروف عير إنسانية وماسة بالكرامة البشرية، بعدما كانت تعلق عليه آمالا كبيرة لمؤازرتها في مجابهة ضنك العيش، وجاء موته غريبا للغاية ومستفزا لمشاعرها مراعاة لموقف ضعفها ، كان من الضروري أن تطرق الأم أبواب الصحافة والجمعيات الحقوقية لتسليط الضوء على الموت الرهيب الذي اختطف منها إبنها دون أن تستطيع فعل أي شيء لضعف الحال ، فهي مغلوب على أمرها ، لا زوج يساندها في مثل هذه الظروف ولا أبناء يواسونها أويخففون من لوعتها ولا محسنون تدخلوا لإنقاذ إبنها، لتجد نفسها أخيرا أمام وكيل الملك لذى المحكمة المركزية بميدلت في محاولة لرد الاعتبار لكائن بشري هو جزء من دمها ولحمها. تسرد الأم وقائع هذه الحادثة على امتداد 5 سنوات حيث كان عمر إبنها لا يتجاوز 16 سنة ، رافق معرضا متنقلا للألعاب من الحاجب في اتجاهات متعددة ، ليحط الرحال مدينة ميدلت في غضون شهر غشت من سنة 2010 ليتعرض لحادثة غامضة داخل هذا المعرض الذي ، كان قد قفز إسم صاحبه إلى الساحة عبر ما عرف بالملف الذي توبع فيه رئيس مجلس بلدية ميدلت ، ولم يصدق أحد بكون صاحب هذا المعرض سيصبح هو الآخر متهما بإهمال شاب في مقتبل العمر والرمي به في غياهب المستشفيات ما بين ميدلت ومكناس دون علم أمه ودون أن يخلف للحادث أثرا اللهم التسجيل المتضمن لذا مصالح الوقاية المدنية بميدلت ، فأم الضحية تضيف بكثير من الأسى والحزن بكون إبنها ومباشرة سقوطه بفضاء معرض الألعاب قام صاحب المعرض بنقله إلى مستشفى ميدلت دون إخبارها ،كما تم نقله أيضا إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس في ظروف جد غامضة ، وكلف سيدة بقضاء بعض الوقت معه ، رافقته حتى مغادرته للمستشفى بتاريخ 16-09-2010 / و هو في حالة ميؤوس منها نتيجة الإهمال الذي عرفه ،حيث كان مصابا بكسر على مستوى العمود الفقري ، وتعفن لدرجة لا تطاق ، وهو الحال الذي ظل عليه الضحية دون تسجيل أذنى تدخل من لدن صاحب المعرض الذي اختفى عن أنظار الوالدة رغم النداءات المتكررة من أجل التدخل لإنقاذ هذا الشاب الذي وافته المنية يوم 17-04-2011 بمدينة الحاجب . " كل هذا جرى لإبني والمشتكى به كما لو سقطت عنده حشرة ،رمى بها دون أن يسأل عنها أو يقوم بعلاجها " بهذه العبارات وجهت الأم شكايتها للسيد وكيل الملك لذا محكمة ميدلت ، مطالبة إياه بفتح تحقيق نزيه لمعرفة ظروف سقوط إبنها في معرض الألعاب ؟ وكيف تم نقله إلى المستشفى؟ وما هي الإحراءات المسطرية التي اتخذت في عين المكان؟ وهل هناك بالفعل من محضر يؤرخ للحادثة ؟ وهل تم نقل الشاب من داخل المعرض في غياب أي معاينة من لذن الدوائر الأمنية المسؤولة ؟ كل هذه الأسئلة ستظل معلقة إلى حين إعطاء وكيل الملك أوامره لتحريك مسطرة التحقيق وإحكام القانون ، موجهة النداء لكل الجمعيات الحقوقية و القوى الحية داخل الوطن لمؤازرتها في محنتها وإنصافها . الأم المكلومة