الجامعة الصيفية التي عقدها أعضاء الحزب الاشتراكي الفرنسي المعارض بمدينة لاروشيل نهاية الاسبوع الماضي ،كانت مناسبة، لكي يبرز كل مرشح من المرشحين 6 للحزب في الانتخابات التمهيدية ، برنامجه وتصوره لإقناع الفرنسيين ،وليكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذا كان فرانسوا هولند دائما متقدما في استطلاعات الرأي، باعتباره المرشح القادر على الفوز أمام مرشح الأغلبية الحاكمة الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ، كما يتفوق بفاصل 10 نقط على منافسته في الحزب الكاتبة الاولى مارتين أوبري التي تأتي في الصف الثاني ،أما المرشحة السابقة للحزب في الانتخابات الرئاسية لسنة 2007 سيغولين روايال ،والمرشحة أيضا للانتخابات التمهيدية، فإنها لم تجد بعد الشعبية التي كانت تتمتع بها في الانتخابات السابقة وما زالت لحد الآن في مؤخرة الترتيب. هذه الجامعة الصيفية للحزب انعقدت في ظروف خاصة، أهمها ظلال الأزمة المالية الاقتصادية التي تعيشها فرنسا وقرارات الحكومة الحالية باتخاذ عدد من الإجراءات التقشفية من أجل الحد من ثقل المديونية العمومية وإعادة الثقة الى الاقتصاد وإلى الأبناك، بالإضافة الى تأثير قضية دومينيك ستراوس كان على الوضع بالحزب الاشتراكي الفرنسي، باعتباره أحد المرشحين الأكثر حظوظا، والذي مازال له دور في الحزب من خلال حلفائه ،خاصة أن عودته الى فرنسا لاستئناف أنشطته لم تعد مستبعدة .ورغم تخلصه من المتابعة القضائية في قضية نافبساتو بعد أن رفع المدعي العام لنيويورك كل المتابعات ضده ،رغم ذلك فإن متابعات أخرى تنتظره في فرنسا بتهمة التحرش، وهو ما يجعل دومينيك ستراوس كان في وضعية دقيقة، وأكثر من ذلك محرجة بالنسبة للحزب الاشتراكي الفرنسي ، خاصة مارتين أوبري التي كانت مقربة منه بل يجمعها به اتفاق مراكش. طبعا خلال ثلاثة أيام التي دامت خلالها الجامعة الصيفية، تركزت كل محاور النقاش حول الانتخابات التمهيدية التي يستعد لها الحزب الاشتراكي، والتي ستجري بعد شهر من الآن ،وثمانية أشهر قبل الانتخابات الرئاسية بفرنسا. طبعا التساؤلات كانت حول المرشحين الستة للحزب ومن سيكون محظوظا لتمثيل الحزب ومواجهة مرشح الأغلبية، كما أن التساؤلات التي خيمت على اللقاء هي قدرة الحزب على تجاوز الجروح، والخلافات التي سوف يتركها الصراع من أجل الفوز بالانتخابات التمهيدية. فالمرشحون بدأوا يوجهون السهام لبعضهم البعض، خاصة من مارتين أوبري نحو فرنسوا هولند الذي لا يرد على هذه الضربات التي يقدم عليها فريق الكاتبة الاولى للحزب والتي تنعت برلماني الكوريز ب»القريب من الافكار اليمنية» . فرنسوا هولند لم يرد على هذه المزايدات المتياسرة، وبالنسبة له ربح الانتخابات الرئاسية يتم حول برنامج واقعي ومقبول من جميع الفرنسيين. كما أن فريق هولند يؤاخذ على الكاتبة الاولى للحزب، طريقة تنظيم الانتخابات الأولية، وعدم فتحها بشكل واسع لتشارك كل الفئات في هذه الانتخابات الداخلية المفتوحة على الفرنسيين الراغبين في ذلك. طبعا في نهاية أشغال الجامعة الصيفية حاول المرشحون الستة إخفاء الانقسامات وأخذوا صورة جماعية ،فرنسوا هولند، مارتين اوبري ،سيغولين روايال، مانيال فالس، ارنو منتبورغ، وجون ميشيل بايلي الذين تبادلوا القبل والاشارات الودية، والتي تخفي صراعا عنيفا أحيانا من أجل الفوز بهذه الانتخابات. لكن التساؤل الكبير ،بغض النظر عن الصراعات بين المرشحين الستة، هو: كم عدد الفرنسيين الذين سيتمكن الحزب الاشتراكي من تعبئتهم خلال أيام 9 الى 16 أكتوبر من أجل المشاركة في هذه الانتخابات التمهيدية، ونسبة المشاركة ستكون بالتأكيد معيارا للاهتمام أو عدم اهتمام الفرنسيين بمرشح المعارضة. كما أن نوع الفئات المشاركة في هذه الانتخابات، سوف يكون هو الآخر مؤشرا على المرشح الذي سيتم اختياره، هل فرنسوا هولند الذي يتصرف كأنه الفائز في هذه الانتخابات، أم مارتين أوبري التي تعتقد أن لا شيء تقرر لحد الآن، واللذين يتقدمان بشكل كبير عن باقي المرشحين، إلا إذا حدثت مفاجأة، خاصة أن منتصف شهر شتنبر سيكون فرصة للنقاش المباشر بين المرشحين.