مسلسلات السيرة الذاتية في كل عام هي التي تحتل المساحة الأهم على الخريطة الرمضانية، ورغم ذلك فإنها أيضا هي صاحبة النصيب الأكبر من الانتقادات، وكأنها شر لا بد منه. المتأمل في الدراما العربية هذا الموسم الرمضاني، يلاحظ بأن هذا الموسم الرمضاني لن يخرج عن سابقيه بحيث حلت لعنة الدعاوى القضائية على الأعمال الرمضانية التي تتناول سيرا ذاتية، وترصد أهم المحطات الحياتية أو الفنية أو النضالية لأبرز الشخصيات العربية، وهو ما وقفنا عليه منذ سنوات، بدءا بالمسلسلات التي تناولت حياة الرؤساء والملوك ثم الفنانات والشعراء. وتعود هذه اللعنة مبكرا هذه السنة لتطارد أهم المسلسلات العربية التي يراهن عليها المشاهد في سهراته الرمضانية، فقد خرج رجل الأعمال المصري أحمد ريان منذ أيام، وبالضبط في برنامج «الحقيقة» للإعلامي وائل الإبراشي ليستنكر ما طاله وعائلته من تشويه وتشهير في مسلسل «الريان» الذي يتناول قصة حياته، ويجسد شخصيته الفنان خالد صالح. وقال الريان إن الشركة المنتجة راعت فقط تحقيق مكسب تجاري، وأنه لم يكن يتوقع أن يخرج المسلسل بهذا الشكل، وما صدمه في المسلسل ظهوره كأحد أعضاء الجماعة الإسلامية، رغم أنه في بداية حياته كان عضوا بجماعة الإخوان المسلمين. ونفى ما تناوله المسلسل من أنه حصل على قروض من البنوك ولم يسددها، وأنه بالفعل ضارب في البورصة لأنه ليس هناك دليل على حرمتها، مشيرا إلى أنه حقق ثروة كبيرة من خلال ذلك. من جهته لا يزال مسلسل «في حضرة الغياب» يواجه موجة غضب عربي كبيرة جاوزت الفلسطينيين إلى مختلف الأقطار العربية، حيث سخر محبو محمود درويش كل ما امتلكوا من وسائل للدفاع عن شاعر القضية الفلسطينية. وتوعد بعض الأصدقاء والمقربين من العائلة برفع دعوى قضائية ضد الشركة المنتجة. أما مسلسل «الشحرورة» فقد أثار لحد الآن ضجة كبيرة في لبنان عندما أشارت حلقاته الأولى إلى الفنانة فيروز وزوجها الرحباني، ونقلت وسائل إعلام لبنانية أن صباح انضمت إلى فيروز وسترفعان دعوى قضائية على المنتج. أسبوع واحد كان كافيا لرفع عدد من الدعاوى والتوعد برفع أخرى، وهي الضجة التي تزيد من فضول المشاهد وتدفعه إلى مشاهدتها. فتتحول مصيبة المنتج وحربه الكلامية مع العائلات أو ورثة الشخصية المتناولة إلى أهم الأخبار التي ينتظرها الجمهور. فهل يمكن اعتبار الدعاوى القضائية مجرد جعجعة بلا طحين أم هي طريقة جديدة ستنافس الإشهار على الفضائيات في التسويق للأعمال الرمضانية؟