عرف منذ صغره بالطفل الموهبة، بعد اكتشافه من قبل أسرته وأبناء حيه بدرب السلطان، كاريان كرلوطي/ البلدية، وذلك بعدما تأثر بسماعه عند حلاق الدرب للشيخ المرحوم عبد الباسط عبد الصمد، وهو ما جعله للجوء إلى القراءة بطريقة التجويد الشرقية، إلى جانب حضوره لأداء صلاة الجمعة بالمسجد المحمدي (مسجد محمد الخامس)، حيث كان يستمع لقراءات المقرىء الأستاذ الحاج محمد الترابي، هذه القراءة أثرت فيه بقوة، بدأ يقلط هذا المقرىء ولازال في ربيعه التاسع، وذلك في سنة 1977. درس القواعد والأحكام على يد أستاذه الترابي رفقة مجموعة القراءة بدار الشباب بوشنتوف، جالس أيضاً الأستاذ عمر محسن بالمسجد اليوسفي ثم الأستاذ المحجوب العرعاري، واستفاد أيضاً من الأستاذ الشاعري محمد. إنه المقرىء سعيد مسلم الذي سطع نجمه بداية الثمانينات وحفظ في ظرف وجيز القصائد في مدح خير البرية، منها نهج البردة والهمزية وعدد كبير من القصائد من ديوان الحايك للمؤلف الحاج محمد بن جلون التويمي رحمه الله. تأثر بقراءة المقرىء الكبير المصري محمد صديق المنشاوي، إلى جانب القارىء الشيخ مصطفى اسماعيل الذي يعد من القراء الأوائل بأرض الكنانة، أيضاً تأثر بصوت الشيخ كامل يوسف البهتيمي ومحمد رفعت. خلق المفاجأة في زمن قصير، تمكن فيه من التعلم للقواعد والأحكام، ومع الممارسة والاحتكاك بالأستاذ الحاج محمد الترابي تمكن أيضاً من معرفة المقامات الصوتية، كان المقرىء الوحيد بثانوية محمد الخامس، فهو الذي يفتتح في جميع المناسبات، وكان محبوباً لدى الادارة والأساتذة، من خلال أخلاقه الجيدة وسلوكه الحسن، ومعاملته الطيبة مع رفقائه. له عدة جوائز قيمة فاز بها من خلال مشاركات عديدة في المسابقات الوطنية. وكان أصغر عنصر بمجموعة المادحين والقراء بدرب السلطان، وكانت قدماه لا تصل الأرض كلما كان جالساً بأحد البيوت لإحياء الليالي الدينية في العديد من المناسبات. والدته كانت تشجعه إلى جانب أخيه الأستاذ عبد الرحيم وأخواته ووالده الذين كانوا بجانبه في كل المناسبات. تم اختياره من طرف وزارة الجالية لتمثيل المغرب كمقرىء وإمام يؤم الناس في صلاة التراويح خارج أرض الوطن، وكانت أول محطة له بأمريكا سنة 1993. تلتها محطة ثانية بفرنسا سنة 1995، وكانت له زيارة ومهمة رفقة المجموعة المحمدية تحت إشراف الأستاذ الحاج محمد الترابي بالديار الإسبانية. وكانت آخر محطة خارج أرض الوطن بالدانمارك سنة 2008. له تسجيلات بإذاعة محمد السادس وإذاعة عين الشق، بعدما استضافته الزميلة فاطمة العماري في إحدى البرامج، له أيضاً تسجيلات بقناة السادسة. عمل الأستاذ سعيد مسلم كعضو بلجنة التحكيم في العديد من المباريات لتجويد القرآن على المستوى الوطني، وعلى المستوى الدولي تم اختيار للجنة من طرف مدير قناة الفجر الدكتور وجدي الغزاوي، حيث كان ضمن لجنة التحكيم للمزمار الذهبي، التي احتضنتها العاصمة العلمية فاس السنة الماضية. ويعمل حالياً كأستاذ مختص في تلقين المقامات الصوتية بإحدى المعاهد الدينية بالقرويين، التابع لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وبمدرسة الهدى ولديه حصص بإحدى مساجد عمالة الفداء درب السلطان في تلقين قواعد وأحكام التجويد والقراءات، وله حصة صباحية كل أحد بمقر المجلس العلمي لعمالة الدارالبيضاء الفداء، يلقن من خلالها فن القراءات والمقامات الصوتية، وهناك قارئات وقراء من مختلف الأعمار. كما يقوم بدروس خصوصية للعديد من الأطر والعاملين في جميع القطاعات. أب لحمزة الذي بلغ الخامسة من عمره، وينهج هو الآخر مسلك وطريق والده في القراءة، إلى جانب أخته الصغيرة فردوس. ويسعى المقرىء سعيد مسلم، كما جاء في حواره مع الجريدة على أن يؤدي رسالته أحسن الأداء تطبيقا للحديث الشريف: »خيركم من تعلم القرآن وعلمه«، كما يأمل في أن ينشأ مدرسة خاصة لتعليم الناشئة. ويذكر أن للمقرىء ضيف هذه الحلقة، عدة شهادات نالها في العديد من المناسبات، منها شهادة تقديرية من لدن أمير المدينةالمنورة. نال أيضاً إجازة من طرف أستاذ القراءات محمد فؤاد لبرازي، رئيس الرابطة الاسلامية بالدانمارك بالسند المتصل إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم برواية ورش عن نافع من طرف الأزرق. أيضاً كان له الحضور الوازن رفقة المادحين المغاربة في حضرة الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وفي حضرة الملك محمد السادس بمسجد الحسن الثاني بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.