عقد رئيس فرقة مكافحة الإرهاب سمير الطرهوني (بإذن من وزارة الداخلية) ندوة صحفية، يوم الاثنين، بمقر الوزارة الأولى بالقصبة للكشف عن حقيقة إلقاء القبض على أفراد من عائلة الطرابلسي يوم 14 يناير 2011، في ما يعرف بمهمة مطار قرطاج أو كما أطلق عليها البعض عملية «العصافير في القفص». وكردود فعل أولية لبعض الصحفيين يظهر بعض الاستياء من قبل الصحفيين بسبب بعض الالتباسات، التي لم يوضحها الطرهوني عند إجابته عن بعض الأسئلة في هذه القضية. عملية قرطاج يقول سمير الطرهوني بخصوص هذه العملية إنها تمت بصفة تلقائية ودون أية تعليمات من فوق، وأنها نجحت بتظافر جهود عديد القوات الخاصة التي استجابت لنداء الواجب ورجحت كفة الشعب على كفة بن علي والطرابلسية، حسب تعبيره. ويقول الطرهوني إن المهمة دامت من الساعة 14 بعد الزوال إلى غاية الساعة السابعة مساء بمطار تونسقرطاج. وقاد الطرهوني بنفسه هذه العملية على رأس مجموعة متكونة من 11 فردا آخر من الفوج الوطني لمجابهة الإرهاب، واستقلت هذه المجموعة المدججة بالسلاح سيارتين باتجاه مطار قرطاج. تعليمات بإطلاق النار في حدود الساعة الثانية بعد الزوال من يوم 14 يناير 2011، أكد سمير الطرهوني أنه تم الاستنجاد بفرقة مكافحة الإرهاب لتعزيز الأمن داخل وزارة الداخلية في ظل الاحتجاج الشعبي. وقال الطرهوني إن فرقته تلقت تعليمات بالتأهب للرماية لقتل المتظاهرين الذين امتلأت بهم شوارع العاصمة وخصوصا أمام مقر وزارة الداخلية. ويقول الطرهوني إنه رفض تنفيذ الأمر بإطلاق النار، ملحا على أنه الذي أعطى هذه التعليمات باستخدام الغاز بدلا عن الرصاص. ويضيف أن تونس تجنبت كارثة وحمام دم «بلطف من الله» عندما رفضت القوات الخاصة إطلاق النار على المتظاهرين. من أعطى التعليمات؟ سمير الطرهوني لا يعلم، وهو الذي أكد تلقي فرقة مكافحة الارهاب، التي يرأسها تعليمات بالتأهب لإطلاق النار على المتظاهرين، لكنه يصرح بالحرف الواحد أمام الصحفيين إنه لا يعرف المسؤول، الذي أعطى تلك التعليمات. فكيف يعقل ألا يعرف هذا المسؤول وقد تبادل معه الحديث بالهاتف وألح عليه بعدم اللجوء لاستخدام النار ضد المتظاهرين، ثم اتصل بمعاونيه ليلح عليهم أيضا بعدم قتل المتظاهرين. من سرب المعلومة بوجود الطرابلسية بمطار قرطاج؟ يقول الطرهوني إنه تلقى معلومات بوجود أعمال شغب بمطار تونسقرطاج تتمثل في رشق المطار بالحجارة. وعندما تثبت من الأمر اتصل بمسؤول آخر في فرقة مكافحة الإرهاب وهو حافظ العوني، الذي أكد له بأن لا توجد أية أعمال شغب، وفق تصريحات الطرهوني.ونقلا عن أقوال الطرهوني، كشف له حافظ العوني عن وجود عدد كبير من عائلة الطرابلسي بمطار تونسقرطاج (عددهم 30 نفرا)، وهو ما أثار عدة تساؤلات ودفع بسمير الطرهوني للقيام بالواجب، حسب تعبيره. ويقول «وقتها تأكدت أن الرئيس هو رئيس الطرابلسية وليس الشعب». وقرر الطرهوني التدخل بمعية بعض أفراد فرقة مكافحة الإرهاب «الشرفاء» و»الشجعان» لإيقاف أفراد عائلة الطرابلسي، وهاتف الطرهوني زوجته وهي تعمل ببرج المراقبة بمطار قرطاج حسب قوله ليعلمها بالموضوع، طالبا منها أن تعطل إقلاع طائرة الطرابلسية. وفي حدود الساعة 14.50 دقيقة تم إلقاء القبض على الطرابلسية، الذين كانوا متجهين إلى مطار ليون الفرنسي، وتم ضبطهم داخل طائرة بعد محاصرتها في مدرج الطائرة. كيف تم القبض على عماد الطرابلسي؟ يقول الطرهوني ان عماد الطرابلسي تم القبض عليه بواسطة خدعة. فقد اتصل عماد بمحافظ المطار ليسأله عن الأجواء هناك. وبالتنسيق بينالطرهوني ومحافظ المطار تم استدراجه إلى هناك وإعلامه بأن الأمور على ما يرام حتى تم إلقاء القبض عليه. أما بالنسبة إلى منصف الطرابلسي، فقد تم القبض عليه داخل أحد مكاتب المطار حيث كان مختبئا. لماذا لم يقبض على سيرين بن علي؟ عندما وصل سمير الطرهوني إلى المطار كان لا يعلم كل وجوه عائلة الطرابلسي ، لكنه كان يدرك جيدا ملامح سيرين بن علي. إلا انه لم يقبض عليها. وردا على هذا السؤال ماذا يقول الطرهوني: «لم نلق عليها القبض لأننا ندرك أن سيرين لا علاقة لها .. الشعب التونسي الكل يدرك انه لا دخل لها في شيء». وهذا التصريح والتأكيد من قبل الطرهوني أثارا الاستغراب، إذ أنه ليس لسمير الطرهوني أية قدرة على إصدار مثل هذه الأحكام.. ما هو رد الطرهوني على « علي السرياطي» خلال العملية؟ بعد الإمساك بأفراد عائلة الطرابلسي هاتف «سي علي السرياطي» الطرهوني كما يحلو لهذا الأخير تسميته ليسأله عن الشخص الذي أعطاه الأمر بإيقافهم، فرد عليه الطرهوني قائلا «أنا» قبل أن يغلق عليه الخط، وفق تصريحاته. ثم أعاد «سي علي السرياطي» الاتصال به ثانية ليطلب منه الإفراج عنهم، لكن الطرهوني رفض ذلك، وفق قوله. من أمسك «سي علي السرياطي»؟ يقول الطرهوني ان الجيش الوطني هو من أمسك به. تنسيق أمني لقد نسق الطرهوني مع عديد الفرق المختصة كالفرص المختصة للحرس وفرق أخرى بالداخلية، وعبر الطرهوني عن إعجابه بقبول زملائه القيام بهذه المهمة. وبخصوص الاحتفاظ بأفراد العائلة، قرر الطرهوني إسناد المهمة إلى الجيش، قائلا «في تلك الفترة المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد هي الجيش». سوء تنسيق مع الجيش؟ لا أحد يخفى عليه أن العلاقة بين الجيش والأمن بعد ثورة 14 يناير كانت علاقة غير حميمية ويشوبها كثير من الحذر. وأكد الطرهوني انه في الأيام الثلاثة الأولى من الثورة كان هناك سوء تنظيم بين قوات الأمن والجيش. ويفسر سوء التنظيم بأن هناك مواجهات دامية وقعت بين قوات الجيش والأمن بعد فرار الرئيس المخلوع. الوزير الأول محمد الغنوشي يهذي... بعد فرار الرئيس يوم 14 يناير 2011، الذي ما زال لغزا محيرا إلى حد الساعة، قال الطرهوني أن مسؤولا امنيا يدعى سامي سيك سالم «جلب» الرئيس المؤقت الحالي والوزير الأول آنذاك محمد الغنوشي إلى القصر الرئاسي من اجل ملء الفراغ في السلطة. وعند التقاء الوزير الاول محمد الغنوشي بسمير الطرهوني قال له الغنوشي «هل انتم ستمسكون الان بزمام السلطة؟»، وفق تصريحات الطرهوني، الذي رد على الغنوشي بأنه ليس سوى رجل يقوم بواجبه فحسب. لماذا هرب الحوت الكبير؟ الكثير من نقاط الاستفهام تبقى غامضة. فهروب الرئيس المخلوع ومن سمح له بتلك الفرصة للفرار لاتزال يثير الذهول. يقول الطرهوني إنه لم يتلق أية معلومات تفيد بان الرئيس كان موجودا في المطار الرئاسي وأن له نية للهروب. وعندما أقلعت طائرة بن علي قال الطرهوني أنها كانت تبعد عنهم بحوالي 3 كلم ولا يمكن محاصرتها.