انطلق موسم الاصطياف مع انتهاء الموسم الدراسي وارتفاع درجات الحرارة، حيث أصبحت الشواطئ مقصد الجميع وملجأه بعد أشهر من التعب والعمل... شاطئ سيدي رحال، «بلدة صغيرة» تقع على المحيط الاطلسي على الطريق الساحلية بين الدارالبيضاء وأزمور. شاطئ يتميز بمياهه الزرقاء ورماله الذهبية اللامعة التي تستهوي زواره. كان في السنوات الأخيرة غير معروف، ولا يحظى بإقبال كبير، لكن اليوم، وحسب التقرير الذي أعدته وزارة التجهيز والنقل، أضحى مقصدا مفضلا للعديد من الأسر، خاصة القادمة من ديار المهجر، وذلك بالنظر لجودة المياه والمستوى البيئي ، مما أهله ليحتل المراتب الاولى ويعد من بين «أجمل المصطفات على المستوى الوطني». الكل في حاجة لقضاء أكبر وقت من المتعة بالاصطياف بأقل قدر ممكن من التكاليف، أثناء جولة بالشاطئ، صادفنا «محمد»: شاب في عقده الثالث، ذو بنية قوية، من المداومين على شاطئ سيدي رحال ، صرح لنا بأن عطلة الصيف لا يمكنه قضاؤها بعيدا عن البحر، شأنه شأن زملائه، الذين تعودوا على المجيء جماعة، لما يقدمه لهم الشاطئ من شروط النظافة والأمن . في ما يخص الجانب الأمني ، أكد العديد من المصطافين على التواجد اليومي لرجال الدرك الملكي ، مما يخلف جوا من الطمأنينة، خاصة بالنسبة للآباء والأمهات. في منطقة سيدي رحال ، يلاحظ الزائر انتشارا مكثفا لإقامات تتخذ طابعا سكنيا عصريا، أضحت محط إقبال متزايد من قبل فئة اجتماعية معينة ذات دخل مادي كبير! لقد كان من المعتاد ان يكون يونيو ويوليوز الشهرين اللذين يحفل فيهما الشاطئ بحركة المصطافين للظفر بشقة (أو بيت) تقضي فيها العائلات ما استطاعت من أيام ، فإذا بهم يفاجؤون بارتفاع أسعار الكراء بشكل غير مسبوق، واللافت أن المزايدات حول الاسعار هذه السنة تمت في فصل الشتاء ، يقول بعض من حاورناهم بعين المكان. وبالرغم من أن سعر كراء البيت الواحد المكون من غرفتين فقط، قد يتراوح من 350 الى 700 درهم لليلة الواحدة، فمع ذلك لا يتردد بعض المصطافين في القبول بالعرض ، «باعتباره ذا امتيازات لا تتوفر في بعض المركبات السياحية». أما أصحاب المنازل المعروضة للكراء فأرجعوا هذه الزيادة في الأثمان ، إلى الطلب المبكر على حجز الشقق والمنازل ، وكذا تزامن العطلة مع شهر رمضان ، «إذ لا يمكننا ، بطبيعة الحال، رفض العرض باعتباره يخدم الطرفين» يقول بعض أصحاب الشقق. هذا ويتعذر على العائلات المتوسطة الدخل ، التي غالبا ما تتكبد عناء المواصلات للوصول إلى شاطئ سيدي رحال، الظفر بكراء بيت يستجيب للحد الأدنى من شروط الإقامة ، بالنظر لغلاء الأثمان ، تقول فاطمة ( 40 سنة ) ، ربة بيت أم لأربعة أبناء ،« ليس في استطاعتي دفع مبلغ 700 درهم لكراء بيت لليلة واحدة فقط »! في مقابل وضع الأم السابق ذكرها ونُظرائها الكثيرين محمد (36 سنة) إطار بنكي، لم يمنعه الغلاء من كراء شقة، حيث صرح قائلا: «أنا من عشاق شاطئ سيدي رحال، ولا شيء يضاهي رؤية الاولاد مستمتعين في عطلتهم، حيث كل شيء يهون».