يواصل أبناء المتقاعدين والمعطلين بمدينة اليوسفية الذين طالهم الحيف والغبن جراء العمل المرتبك الذي طبع التعاطي مع ملف التشغيل بقطاع الفوسفاط منذ الجمعة الماضي، معركتهم الاحتجاجية التي عرفت تصعيدا كبيرا من خلال الاعتصام بسبعة محاور ذات أهمية بالغة على مستوى الإدارات العمومية والقطاعات الإنتاجية لإيصال صوتهم لمن يهمهم الأمر، حيث تمت محاصرة مدخل باب معمل التكليس ومنع الشاحنات من نقل الفوسفاط، ومرأب تجمع حافلات نقل عمال القطاع، فضلا عن إقامة حزام على مستوى الطريق المؤدية لمدينة بن جرير قرب إدارة الفوسفاط لمنع الشاحنات من الحركة، علاوة على حصار مدخل معامل غسل الفوسفاط، مع إقامة معتصم فوق السكك الحديدية لمنع تحرك القطارات بالنقطة المتواجدة بحي الزلاقة، إلى جانب الإعتصامات اليومية أمام عمالة اليوسفية و بناية جماعة الكنتور القروية . المتتبعون لتطورات هذا الملف الاجتماعي، اعتبروا أن الهاجس والمقاربة الأمنية هي التي حكمت تصرفات الدوائر المسؤولة في التعاطي مع ملف تشغيل المعطلين وخصوصا من أبناء المتقاعدين والحاصلين على ديبلومات التكوين وشواهد جامعية عليا، حيث تدفق آلاف المواطنين متأبطين بطلبات التسجيل من مختلف المداشر والقرى، والأعمار والشرائح الاجتماعية شيوخا وشبابا رجالا ونساء وأطفالا .... والحصيلة 30 ألف طلب شغل وضعت فوق طاولة إدارة الفوسفاط . موازاة مع ذلك، كانت فعاليات المدينة السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية تطرح أسئلة مقلقة بشأن هذه العملية العشوائية التي فتحت الباب على مصراعيه لتكهنات عديدة، قد تفضي إلى عواقب وخيمة تتحمل فيها السلطات المحلية والمجمع الشريف للفوسفاط المسؤولية القصوى، نتيجة تمطيط الزمن واللعب على حبل تقليص الحراك الاجتماعي وتطويق المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات بالمدينة، التي بدأت تتسع رقعتها يوما بعد يوم، من خلال عملية تسجيل الراغبين في الحصول على منصب شغل ؟؟؟؟ مقابل ذلك، ظلت بعض الأبواق تطبل وتزمر على أساس أن القطاع سيوفر مناصب للشغل لكل أبناء المتقاعدين والمعطلين المؤهلين كل حسب تخصصه ومؤهلاته، لكن عند شيوع خبر توصل بريد المغرب بما يقدر ب 4988 استدعاء موجهة إلى شباب مدينة اليوسفية، توالت الاحتجاجات من داخل أغلب أحياء المدينة، حيث انطلقت الشرارة الأولى من جماعة الكنتور ليلة 06 يوليوز بعد أن أقدم مجموعة من الشباب الذين لم يتوصلوا باستدعائهم، بإغلاق الطريق المؤدية للجماعة ومحاصرة شاحنات نقل الفوسفاط وسيارات السلطات المحلية ووضع المتاريس بالطريق لإيصال احتجاجهم لمن يهمه الأمر، وانطلقت العدوى إلى مدينة اليوسفية يوم الجمعة 07 يوليوز من خلال اعتصام أمام قطارات نقل الفوسفاط ومنعها من التوجه صوب أسفي أو بن جرير فضلا عن منع قطار المسافرين. وفي حديث للجريدة مع بعض شباب المدينة صرح لنا ( ح / جمال ) بأن هناك «تمييز يستخف بمؤهلات شباب أبناء المتقاعدين الذين ضحوا بأرواحهم وحياتهم من أجل أن ينعم الوطن اقتصاديا بخيرات المدينة » متسائلا في ذات الوقت عن«كيف يمكن أن نبرر توصل البعض باستدعاء من أجل التكوين وإقصاء المعطلين الحاصلين على شواهد جامعية ودبلومات في تخصصات تقنية متعددة»، واسترسل محدثنا في سرد مجموعة من المعطيات حول موضوع الإستدعاءات حيث أكد مصدرنا «أن هناك عائلات من توصل أبناؤها باستدعاءات بالجملة ولا يتوفرون على شواهد جامعية أو دبلومات التكوين»، الأخطر من ذلك يضيف الشاب العاطل (ز / أحمد) وهو من أبناء جماعة الكنتور حاصل على دبلوم في التكوين المهني، أن هناك أشخاصا توصلوا باستدعاءات وهم يمارسون مهنا مختلفة بقطاعات مهمة (الأبناك والسكك الحديدية) إما من أجل الإدماج أو التكوين . في نفس السياق يتساءل ( ف / مصطفى) شاب عاطل عن العمل ومتزوج وله طفلان وحاصل على السنة الثانية جامعي تخصص اقتصاد ودبلوم في التبريد وتجربة عملية في ميدان المحاسبة عن معايير الانتقاء ؟... ومن يتحمل مسؤولية هذا التمييز المقصود وغير المحسوب العواقب، متهما جهات نافذة لها علاقات أخطبوطية بين أشخاص بأقسام الداخلية وعناصر من المجمع الشريف للفوسفاط بمديرية الإستغلالات المنجمية بمنطقة الكنتور حسب رأيه . وحسب عدة مصادر فشباب اليوسفية يطالب بفتح تحقيق في هذه المهزلة، ورد الاعتبار لأبناء المتقاعدين، والمعطلين الحاصلين على شواهد جامعية وتخصصات تقنية متعددة، بعيدا عن الزبونية والمحسوبية، حيث أكدت جمعية المجازين المعطلين بإقليم اليوسفية في بيانها يوم 12 يوليوز 2011 « .. على أن إدارة الفوسفاط قد ارتكبت خطأ جسيما في تغييب الجهود التي بذلت وخيبت الآمال التي عقد عليها شباب اليوسفية المقهور .... » منددة بالنتائج المخيبة للآمال في عملية التوظيف والانتقاء .... ومستنكرة للصمت الذي صاحب هذه النتائج من طرف عمالة اليوسفية .... ومطالبة بمراجعة عملية التوظيف ومحور التكوين الذي اعتمدته إدارة المجمع الشريف للفوسفاط .