لم يستسغ مواطنون حضروا، يوم أول أمس الإثنين، لمقر باشوية المحمدية، الكائن بقصر البلدية، ما صدر من سلوك متعجرف للموظف «سعيد» التابع للباشوية والمكلف بتصحيح الإمضاءات، تجاه رجل مسن يناهز عمره الثمانين سنة ووجهه معروف في المحمدية. فقد قادت ظروف استثنائية المسن بلحاج بلمير، أحد أشهر رجال التعليم والمربين الأكفاء في المدينة، والذي تخرج على يديه معظم أطر المحمدية وأجيال من التلاميذ الذين يتذكرون «السي بلحاج» ويترحمون على زمن جميل عرفه مجال التعليم والتربية في عهده، قادته ظروفه لمصلحة تصحيح الإمضاءات، يكاد يحبو من عجز السنوات، متكئا على كتف ابنه، وهو يئن تعب ركبتيه اللتين ماتزالان رغم ذلك تصران على حمله لتسلق سلاليم تلك المصلحة الإدارية.. وبصعوبة بالغة، استقام ووقف أمام الموظف لإنجاز وثيقته التي كان يحملها.. لم يلتفت الموظف للمسن المتعب، وخاطبه باستعلاء آمرا إياه بالانتظار.. عاد الشيخ يبحث عن مقعد ينتظر دوره، ليتمادى الموظف في الاستهزاء به وبباقي المواطنين، لتمر زهاء نصف ساعة من الزمن كانت كافية لتزيد من معاناة «السي بلحاج» المتعب والعطشان لجرعة ماء.. نادى الموظف على بعض المواطنين، ثم حل دور المعلم والمربي السابق، الذي عاد للاتكاء على كتف ابنه، لكن الموظف وبنبرة قاسية، أمره بالوقوف أمامه بمفرده دون ابنه!!! لم يكن «السي بلحاج» يبحث عن أي امتياز، إذ لم يكن ذلك من عادته، كما يعرفه معظم سكان المحمدية، لم يبحث يوما عن التميز، ظل كما عهدناه منذ سنوات معلما ومربيا، متواضعا وحنونا وعادلا في تربية أبنائه وجيل من التلاميذ مايزالوا يقفون إجلالا واحتراما في كل مناسبة يتم فيها ذكر اسمه.. عفوك السي بلحاج.. تستحق منا كل التبجيل.