رغم المرض ورغم الألم لا يهدأ له بال حتى يتعرف على أخبار الفريق، لا يتوانى عن البحث والتنقيب والسؤال على نتائج الفريق في نهاية كل أسبوع . طريحا على سرير المستشفى بمدينة الدارالبيضاء أو رهين فراشه بمنزله ببني ملال يستقبل زواره بالإستفسار عن حال الفريق ومستقبله، إنه اللاعب الملالي رشيد بوعميرة ابن فريق رجاء بني ملال الذي ترعرع في جميع فئاته من درجة الصغار إلى التألق مع الكبار حين حقق الصعود إلى القسم الأول تحت إشراف المدرب أحمد نجاح سنة 1998 . عميد سابق صان مرمى الفريق كمدافع أوسط منذ التحاقه بالكبار سنة 1994 إلى غاية اعتزاله نهاية موسم 2002 . كان متألقا في منافسات كأس العرش حين بلغ الفريق نصف النهاية وانهزم أمام فريق الفتح الرباطي بحصة (1 - 2) . 16 سنة من الممارسة والعطاء والوفاء لفريق عين أسردون رمز الملاليين . رشيد بوعميرة الذي تكلف بعد اعتزاله بتدريب الفئات مخلصا للفريق ووفيا لمبادئه الرياضية والأخلاقية يعيش حاليا وضعا صحيا واجتماعيا صعبا. قلة ذات اليد أمام تكاليف علاج مرض السرطان الذي أصابه على مستوى الرأس حول حياته وحياة أسرته المكونة من زوجة وابنين إلى جحيم لا يطاق . تكاليف الأدوية والأشعة والسكانير والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي فاقت 30 مليون سنتيم، وهو الأب العاطل عن العمل والمحروم من أي دخل . تنكر له الفريق وتحاشته جمعية قدماء لاعبي رجاء بني ملال الموجودة على الورق فقط بدون أي أنشطة رياضية أو اجتماعية. قبل حوالي شهرين توصل بوعد من ولاية جهة تادلة أزيلال و رئيس جماعة بني ملال بمنحه رخصة كشك في الأيام المقبلة ...أمل ينتظره بفارغ الصبر لعله يخفف عنه من ضيق الحاجة ومرارة الألم الجسدي والنفسي، ويساعده على مقاومة المرض كما كان يقاوم مهاجمي الفرق المنافسة. حالة رشيد بوعميرة تشكل وصمة عار في جبين الجسم الرياضي ببني ملال، تسائله باستفزاز عن ما أعده المسؤولون في الحقل الرياضي وكذا الجمعيات الرياضية لمعالجة مثل هذه الحالات التي قد يقع فيها الرياضيون الذين أعطوا أكثر مما أخذوا. الواجب والأخلاق الرياضية وثقافة الإعتراف تقتضي من المسؤولين ببني ملال التفاتة وازنة لهذا اللاعب المكلوم، خاصة وأن الفريق في حالة جيدة يستعد للإحتفال بالصعود إلى القسم الوطني الثاني.