تنظيم دورة استدراكية خاصة بامتحانات نيل شهادتي السلك الإعدادي والابتدائي ، لن تكون ذات تأثير كبير في الرفع من فرص النجاح لدى المترشحين على اعتبار أن معدل النجاح يتحدد في جزء كبير منه من خلال المراقبة المستمرة والامتحان المحلي، ورد ذلك في معرض رد وزير التربية الوطنية أحمد اخشيشن على سؤال شفوي طرح مؤخرا بمجلس المستشارين حول مبررات عدم برمجة دورة استدراكية في نهاية السلكين الابتدائي والإعدادي عند إجراء الاختبارات الجهوية الموحدة ، وأضاف الوزير أن نيل شهادة السلك الإعدادي يتم بناء على معدل عام يحتسب بتخصيص %30 لمكون المراقبة المستمرة، و%30 لمكون الامتحان الموحد المحلي الذي يتم إجراؤه على مستوى المؤسسة التعليمية نهاية الدورة الأولى. أما %40 المتبقية، فتخصص للامتحان الموحد الجهوي الذي يجرى نهاية السنة الدراسية. أما بالنسبة للسلك الابتدائي، فإن نيل شهادة الدروس الابتدائية يتم بناء على معدل عام يحتسب بتخصيص %50 لمكون المراقبة المستمرة، و%25 لمكون الامتحان الموحد المحلي الذي يتم إجراؤه على مستوى المؤسسة التعليمية نهاية الدورة الأولى و%25 للامتحان الموحد الإقليمي الذي يجرى نهاية السنة الدراسية. و لاحظ أن %60 من المعدل الذي يخول نيل شهادة السلك الإعدادي يتم تحديده من خلال مكوني المراقبة المستمرة والامتحان الموحد المحلي، كما أن %75 من المعدل الذي يخول نيل شهادة الدروس الابتدائية يتم تحديده من خلال المكونين المذكورين. ومقارنة مع امتحانات البكالوريا، فإن فروض المراقبة المستمرة لا تشكل سوى %25 من المعدل العام لنيل شهادة البكالوريا، أما %75 من المعدل، فيتم تحديدها من خلال امتحان موحد جهوي بنسبة 25% وامتحان موحد وطني بنسبة %50. وأفاد بأن برمجة دورة استدراكية لامتحانات البكالوريا يعودإلى أهمية وزن الاستحقاقات الموحدة في تحديد مصير المترشحين، وتفاديا لتأثير المتغيرات الطارئة على إنجاز هؤلاء أثناء اجتياز اختبارات امتحان البكالوريا. وهكذا يتم السماح باجتياز هذه الدورة لفائدة المترشحين الحاصلين على معدل عام يفوق 7 من 20 ويقل عن 10 من 20 دون نقطة موجبة للرسوب، أو معدل عام يفوق 10 من 20 مع نقطة موجبة للرسوب في الامتحان الوطني الموحد، إضافة إلى المترشحين المتغيبين عن الامتحان الموحد الوطني لسبب قاهر. أما بالنسبة لبرمجة دورة استدراكية خاصة بامتحانات نيل شهادة السلك الإعدادي ونيل شهادة الدروس الابتدائية، فلن تكون ذات تأثير كبير في الرفع من فرص النجاح لدى المترشحين على اعتبار أن معدل النجاح يتحدد في جزء كبير منه من خلال المراقبة المستمرة والامتحان المحلي، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. أما بالنسبة لتنظيم دورة استدراكية خاصة بالمتغيبين لأسباب قاهرة، فإن مجموعة من العوامل المرتبطة بطبيعة المؤسسات التعليمية خصوصا بالوسط القروي حيث تبعد الفرعيات عن المؤسسة الأم، وما يطرحه ذلك من صعوبة التنقل وتدبير مراكز الامتحان، تجعل برمجة امتحان موحد لأكثر من يومين وأكثر من مرة واحدة في السنة صعبة التنفيذ. ورغم هذه المعطيات، وانطلاقا من حرص الوزارة على صيانة حق التلميذ وضمان فرص النجاح لديه، أوضح أن الوزارة منشغلة بدراسة هذه الوضعية، وقد يتم اتخاذ قرار برمجة دورة استدراكية خاصة بامتحاني نهاية السلك الابتدائي ونهاية السلك الإعدادي في ضوء دراسة الجدوى التربوية من هذا الإجراء، مع الإشارة إلى أن عدد طلبات الاستفادة من دورة استدراكية في امتحاني نهاية السلكين المذكورين تبقى نادرة. وأشار الى أن مجموعة من الحلول تبقى واردة لمواجهة هذه الوضعية، وذلك في إطار ما سيتيحه إرساء المدرسة الجماعاتية من فرص لتطوير الممارسة الامتحانية في إطار مشروع تطوير نظام التقويم والإشهاد ضمن البرنامج الاستعجالي، وذلك من خلال الإجراءات المبرمجة ضمن هذا المشروع والقاضية بإجراء افتحاص للنظام الحالي للامتحانات المدرسية واعتماد نتائجه في تحديد مجالات تطوير نظام الامتحانات والرفع من نجاعتها. وسيشمل هذا الافتحاص، الذي شرعت فيه الوزارة منذ 09 أشهر، مجموع المجالات التربوية والتنظيمية المرتبطة بالامتحانات المدرسية وآفاق رفع مردوديتها في اتجاه جعلها تساهم بشكل فعلي في تحسين أداء المنظومة التربوية وتعميم النجاح المدرسي. علما أننا نشتغل في هذا المجال في علاقة بالتطورات التي يعرفها العالم في السنوات القليلة الأخيرة في هذا المجال، حيث إن عددا من البلدان تراجعت عن الامتحانات الإشهادية التي تسمح بالانتقال من سلك إلى آخر،لذا، فإن المراجعة ستطال مختلف المقومات وليس فقط الاستفادة من الامتحانات الاستدراكية.