أعطيت بمدينة ورزازات، في العاشر من الشهر الجاري ،انطلاقة مشروع ترميم القصور والقصبات ، التي أعلن عنها وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي مع وزير الثقافة بنسالم حميش في ندوة صحفية بحضور مجموعة من الفاعلين والمستثمرين السياحيين ومنابر اعلامية وطنية وجهوية، المشروع الذي يدخل في إطار استراتيجية 2020 المعلن عنها في المناظرة الوطنية للسياحة بمراكش نونبر الماضي، والتي تجسد «تنفيذ مخطط كامل في مجال السياحة الثقافية»، والذي ستشرف عليه «الشركة المغربية لتثمين القصبات» التي تضم مستثمرين خواص وعموميين مغاربة ، والتي اعطت انطلاقة البحث عن مهتمين في مجال القصبات والقصور بنشر «إعلان إبداء اهتمام» في عدد من الصحف الوطنية، وذلك حتى يتسنى لمالكي القصبات الراغبين في الانخراط في هذا المشروع السياحي الوطني سحب الملف الخاص بهذا العرض على أن تشرع الشركة في إنجاز برنامج نموذجي يتمثل في ترميم وتشغيل عشر قصبات سيعتمد فيها التوزيع الجغرافي على مناطق مختلفة من التراب المغربي ذات التراث المعماري وفي مدة زمنية تمتد على خمس سنوات بداية من سنة 2012 ، إلى جانب المجموعة الاستثمارية المغربية «أكوا» التي تساهم في رأسمال «الشركة المغربية لتثمين القصبات» بحصة 33 في المائة .وقد أكد وزير السياحة خلال الندوة الصحفية أن«الشركة المغربية لتثمين القصبات» تعتمد في عملها على مبدأ التنمية المستدامة، وذلك من خلال ترميم وإعادة إحياء الموروث المعماري والثقافي المغربي ويكتسي بعدا اجتماعيا يتمثل في تكوين الساكنة المحلية، وجعلها تندمج في هذا المشروع من خلال خلق فرص للشغل ، أو عبر التعريف بالموروث الحضاري المحلي، أو تسويق المنتجات المحلية، موضحا أن «إستراتيجية المشروع تنخرط في اطارالتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة والتي ستجعل المنتوج المغربي يرقى الى المستوى العالمي باعتماد دراسات وأبحاث بمساندة وزارة الثقافة التي ستمد المشروع بأخصائيين في المجال» مشيرا إلى «أنه بالإضافة إلى الجانب السياحي للمشروع ، فسيلعب دورا اقتصاديا مهما في المناطق التي سيشملها من خلال نهج خطة تسويقية خاصة بهذا المنتوج السياحي الثقافي، وسينعكس ايجابا على الناتج الداخلي الخام». ومن جانبه أكد وزير الثقافة « أن الوزارة واعتمادا على امكانيات مديرية التراث بالوزارة، إلى جانب المعهد الوطني للأركيولوجيا والتراث، ستعمل على تقديم الدعم اللازم لإنجاح المشروع المغربي للسياحة الثقافية بتسخير كل خبراتها ومواردها البشرية لترميم القصور والقصبات، كما ستقوم الوزارة بإحصاء التي منها في حاجة خاصة إلى إصلاح وترميم خصوصا ان العديد من السياح يبحثون عن هذا النوع من السياحة الثقافية، كما اثبتت الدراسات في أوربا وأمريكا » . وشدد على ضرورة الحفاظ على الخصوصيات الأصلية والتراثية للقصبات التي سيشملها الإصلاح والترميم والتي تشهد لمرحلة تاريخية، وبالتالي إرجاع الروح اليها وإنعاشها بتحويلها الى مؤسسات سياحية تستقطب زوارا وسياحا من هواة السياحة الثقافية الذين يفدون سنويا على المغرب والذين تصل نسبتهم الى 39 بالمئة، حسب الإحصائيات الرسمية.