في زيارة غير معلنة لبنغازي معقل الثوار الليبيين، فجأ وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله ووزير التنمية دير نيبل المجتمع الدولي باعتراف ألمانيا بالمجلس الانتقالي الليبي كممثل وحيد وشرعي لليبيا. ومعروف أن ألمانيا كانت تحفظت على قرار مجلس الأمن الذي مهد لحلف الناتو التدخل في ليبيا لحماية المدنيين. وقد وصل وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله ووزير التنمية الألماني ديرك نيبل يوم الاثنين الماضي إلى مدينة بنغازي شرق ليبيا، معقل الثوار. حيث بحث الوزيران الألمانيان مع أعضاء المجلس الانتقالي الليبي سبل الدعم والمساعدات التي يمكن أن تقدمها ألمانيا للشعب الليبي. وهذه هي الزيارة الأولى التي يجريها مسؤولون سياسيون ألمان إلى ليبيا منذ اندلاع الصراع المسلح قبل ثلاثة أشهر بين المعارضة ونظامالعقيد معمر القذافي. ورغم أن ألمانيا رفضت المشاركة في التدخل العسكري للناتو في ليبيا، إلا أنها تشارك في الجهود السياسية لدعم الثوار، حيث أنها من بين الدول المشاركة في مجموعة الاتصال حول ليبيا. والجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية أعربت أيضا عن استعدادها للمساهمة بعد رحيل نظام القذافي في بناء المؤسسات الديمقراطية وجهاز الشرطة. فضلا عن ذلك، فقد سبق لوزير الدفاع الألماني، توماس دي مايتسيره، أن أعلن أن ألمانيا ستبحث إرسال قوات إلى ليبيا في إطار قوة عسكرية تابعة للأمم المتحدة بمجرد الإطاحة بمعمر القذافي. وقدمت الحكومة الألمانية منذ بدايات الأزمة مساعدات إنسانية شاملة للمتضررين من الصراع الدائر في ليبيا، حيث تمكنت ألمانيا بالفعل في نهاية شهر فبراير من إرسال فريق طبي للطوارئ تابع للصليب الأحمر الألماني إلى شرق ليبيا، ثم تم بعد ذلك تمويل أنشطة كبرى منظمات الإغاثة في حالات الطوارئ وإخلاء الجرحى واللاجئين والمتضررين الآخرين. ويبلغ إجمالي ما خصصته الحكومة الألمانية حتى الآن للمساعدات الإنسانية 7 مليون يورو. وهذا يعني أن ألمانيا تُعد من أكبر الجهات المانحة لعمليات الإغاثة الجارية في وحول ليبيا. وفي ما يلي عرض لبعض المشروعات التي تم تمويلها: -الرعاية الطبية في حالات الطوارئ (فريق طبي للطوارئ، صناديق إسعافات) في ليبيا من خلال الصليب الأحمر الألماني (166 ألف يورو). -الإغاثة العاجلة من جانب الصليب الأحمر الألماني بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي وحماية اللاجئين عند الحدود الليبية التونسية (1 مليون يورو). - بناء وتوفير الرعاية الصحية في أحد مخيمات المعبر عند الحدود الليبية التونسية من خلال مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين (500 ألف يورو). -إجلاء اللاجئين المصريين ونقلهم إلى مصر من خلال توفير قدرات استيعابية إضافية للطيران (شركة طيران إير برلين، من خلال الهيئة الألمانية للمساعدة التقنية، 521 ألف يورو). -دعم الجسر الجوي بغرض نقل اللاجئين الآخرين (الأولوية للقادمين من آسيا)، من خلال مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. (2 مليون يورو). -دعم الإجراءات اللوجستية ونقل مواد الإغاثة من خلال برنامج الأغذية العالمي (500 ألف يورو). -إجلاء المهاجرين والمصابين من مصراتة من خلال منظمة الهجرة العالمية (1 مليون يورو). -رعاية اللاجئين في تونس من خلال توفير مواد غير غذائية وأماكن للإيواء من خلال مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. (500 ألف يورو). -إجلاء 450 لاجئ مصري من خلال القوات البحرية التابعة للقوات المسلحة الألمانية. وفي إطار إزالة الألغام دعمت وزارة الخارجية الألمانية مشروعين: -توعية المواطنين في شرق ليبيا بمخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة من خلال المنظمة الدولية للمعاقين (135 ألفي ورو). -إزالة الذخائر المتخلفة عن الحروب في شرق ليبيا من خلال المؤسسة السويسرية لإزالة الألغام (157 ألف يورو). كما أن هناك مشاريع أخرى مخططا لها.فضلاً عن ذلك افتتحت الحكومة الألمانية في 23 مايو، مكتب اتصال في بنغازي لبناء اتصال دائم مع المجلس الوطني الانتقالي ولمتابعة الدعم المقدم لأهالي شرق ليبيا.