أفادت دراسة للبنك الدولي أن مدنا ساحلية ثلاثا بشمال أفريقيا من بينها أساسا الدارالبيضاء والأسكندرية وتونس العاصمة، ستشهد في العقدين القادمين خسائر تتجاوز كلفة كل منها مليار دولار بسبب الكوارث الطبيعية الناجمة عن تفاقم التغيير المناخي. وأشارت الدراسة إلى أن المدن الثلاث معرضة للتهديد بشكل متزايد وهو التهديد الذي يتخذ، حسب ذات الدراسة، مظاهر مختلفة مثل السيول، واشتداد حدة العواصف، وتآكل المتواجد. وكشفت الدراسة أن منطقة وادي أبي رقراق قد تواجه مخاطر كبيرة ما لم يعتمد صناع القرار أسلوب التخطيط الذي يأخذ بعين الاعتبار مختلف المعطيات المناخية المستجدة، والمفترض وقوعها مستقبلا. وأبرزت الدراسة في الاتجاه ذاته، أن مدينة الدارالبيضاء التي من المتوقع أن يزداد تعداد سكانها بنسبة 55% خلال سنة 2030، ستواجه مشكلات تآكل السواحل والسيول، مضيفة أن التوسع العمراني سيلتهم ما يقارب ألف هكتار من الأرض سنويا، وهو الأمر الذي قد تكون له تداعيات كبيرة على مستوى استيعاب وتصريف المجاري. وأضافت الدراسة من جهة أخرى، أن الأراضي المنخفضة بالمدينة معرضة في ظل التغييرات المناخية المفترضة في العقدين القادمين إلى الاجتياح بواسطة مياه البحر وأمواجه المرتفعة. ونبهت الدراسة في هذا السياق، إلى المخاطر المحدقة بالمباني المهمة اقتصاديا الموجودة على امتداد ساحل المدينة. وكانت قد أشارت دراسات سابقة في هذا الإطار، منها دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، إلى أن التغييرات المناخية المرتقبة ببلادنا في الأفق القريب أو المتوسط أو البعيد ستزيد من ارتفاع درجة الحرارة، التي قد تكون لها انعكاسات سلبية في قطاعات مختلفة،إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمواجهة ذلك.