رقصت شاكيرا طويلا، وسط فرقة موسيقية ماهرة وراقية الأداء.. رقصت شاكيرا وغنت وراقصت معها جمهور الرباط، وطلبت من فتيات حاضرات صعود المنصة ليقلدوا متابعين بعضا من حركاتها الراقصة التي تقترحها عليهن، فتوفقن بصعوبة. صعدت شاكيرا المنصة فحيت الجمهور تحية خاصة، جمهور الرباط والجمهور المغربي، وأعلنت حبها لفريق برشلونة لكرة القدم.. حينما غنت شاكيرا مقتطفات من فيروز الخالدة، صفق الجمهور كثيرا، أطربت بصوتها وقدمت مقطعا غنائيا تكريما لصوت لبنان الخالد. غنت شاكيرا أغانيها الحديثة والقديمة، فغنت «لوكا»، «أوبجيكشن»، « ذي وان»، «فول»، «بويم تو أو هورس»، «إيف لوف يورس» .. بالمقابل، خيم فشل الضبط والتنظيم على أجواء فرح لم يكتمل.. اختناقات في كل مكان، ممرات مؤدية لمنصة العرض الكبرى بالسويسي مغلقة، سيول بشرية قادمة من كل حدب وصوب، وشرطة تتفرج في الأحداث، وتنظيم تجاوزه حجم ما يجري. تلك بعض من مشاهد غير مقبولة واكبت سهرة النجمة العالمية شاكيرا، سهرة جذبت لها آلاف المحبين، يتراوح عددهم خلافا لبلاغ الجهة المنظمة ما بين 60 آلف و80 ألف. فشل المنظمون في ضبط حركيتهم كما فشل المنظمون في توقع الإختلالات واختناقات سير كبرى.. أجمع كل المتتبعين أن الداخل لسهرة السويسي مفقود والخارج منه مفقود، يكلفك ولوج فرجة ساحة السويسي ساعين وأكثر كما يكلفك الخروج منها أربع ساعات وأكثر. تأكد بالملموس أن منظمي سهرات موازين لم يخططوا لهذه السيول البشرية الجارفة، كما أن بنية مدينة الرباط، حتى في أرقى أحيائها لا تستحمل سهرات دولية من حجم ليلة شاكيرا الصاخبة، محطات وقوف سيارات غير متوفرة للعموم، دروب وأحياء فيلات السويسي ضيقة، شرطة تتفرج ليس إلا، هجمات مجموعات شبابية على المارة وعلى السيارات، استفزازا وتدافعا وخروجا على أدب الفرجة الجماعي المحترم.. إشكالات كثيرة كبرى تطرح على مستقبل موازين حتى يستكمل بناء صورة متحضرة للمغاربة. ولسوء الحظ، بدى هذا المساء أن الاستنفار الأمني المثير متواجد، لكنه غير فعال، على طول جنبات الساحة وكذا قرب المنصة، الأمن في كل المكان، لكن.. في الجهة الأخرى، حيث منصة النهضة، حضر لمنصة عمرو دياب جمهور كبير أيضا.. تمكن هذا الجمهور من متابعة أمسية إيقاعية جميلة، غنى فيها عمرو دياب أغانيه الشهيرة: «أجمل ما فيك»، «أيام وبنعيشه»، «أكثر واحد بيحبك»، «ألله عليها»، «أوعدني»، «أنا عاشق»،«أنتي لي عارفة»، «أحبك أكرهك»،«أديني رجعت لك».. في هذا المساء أيضا، حضرت أجمل الأصوات وأعذب الألحان، أطرب نصر شمة العراقي الجمهور المغربي بموقع شالة الأثري، وغردت كاميليا جبران أعذب الأغاني بفيلا الفنون، فكان التلاقي جميلا وفنيا وراقيا.