رواق رحب. نزر من الزوار قليل. إنارة في كل الزوايا، تخلع على الفضاء قميص الليل، وتدفئ أشجارا متعرية داخل لوحات. وكالعادة، لاشيء على ما يرام. الأشياء شاحبة يا أولغا، كهيئة بوهيمي نسي أن يحب امرأة؛ فطفق على الدوام، من شوق، يمتطي جوادا من الريح في عز الظهيرة؛ ليكون على موعد مع قوس قزح. بعض مخلوقات «ديدلوس» مشدودة بوثق إلى بعضها؛ تلوح كقطيع العوام. هازئة تترصدني. ساخرة من صمت كابدته كليما، إلى أن طوحت بي جائحة الوجد وحدا؛ في دوامة عاصفة. عن يميني أحدج أولغا، فأحسبني من الرنح متموجا على سرير من ماء. الشال في مصيدة شهوة عارمة مع ضفيرة مهدلة. وفاتنتي الساحرة، بيدها، حين شاحت، نادتني إلى حبائل الألوان، وتشكيلات ببهاء الضياء. إلى حيث القلاع قلاعا، عذراء مثل سرائر غيد وشمتني في مقهى بوشكين ذات مساء. أتوق إلى اختزال المسافات فأقبض الريح. أجأر متعجلا بشكواي. أولغا: هدهد بشار. تنفخ أولغا في الألوان حياة، ليتكسر سر الخلود أمامي. لاشيء على ما يرام كمصباح حارتك يا رفيقي! أو نشرة مطولة على قناة رسمية. لاشيء على ما يرام. أشجار جرداء في »ربيع عربي«. قبور بلا شواهد كأوراق الخريف. فلاح بئيس صلى من أجل هطول أمطار الرحمة فجرفه الطوفان. أجير سريع العطب على مدار السنة. تاجر مفلس يموت كمدا بالمفرق. بائعة لذة مزيفة داهمها العياء. شاعر جف قلبه فتحول إلى طاغية. معطل واهن يستفهم» ما العمل؟«. شاب تعس يلوح بإشارة نصر صارخا: »من هنا نبدأ«!!. رنين يبزنطي في لوحة سوريالية. حي خلفي في حاضرة قروية، قاطنوه، بعضهم لبعض بنادق. مجنون كتب بقطعة فحم: »أحبكم من كل أعماقي، سيضيء الفجر حياتكم، وأحفادكم من سيرون لونه الفضي.«. لا شيء على ما يرام، على قماش موضب مادام القمر القرمزي معلقا في السماء باردا؛ وبعيدا عن أن يجعل عيون الناس سودا، واسعة ولو في جوف الليل يا رفيقي!!.