جاءت دورة أبريل لتؤكد ما كان يتوقعه المتتبعون للشأن المحلي بالمدينة. التواجد الأمني خلال الدورة كان كبيرا داخل مقر البلدية وخارجها لعدة أسباب، منها على الخصوص الحضور الجماهيري غير المسبوق داخل قاعة الاجتماعات وخارجها ، وخصوصا حضور عدد كبير من المعطلين من حملة الشهادات إلى مقر البلدية للاحتجاج والوقوف على حقيقة ما يقع. تضمن جدول الأعمال 24 نقطة، مما يجعلنا نتساءل : أليس العدد كثيرا على مجلس عاجز حتى عن مناقشة ومعرفة واجباته تجاه المدينة وساكنتها ؟ لأن حجم تلك النقط يتطلب عدة دورات وليس دورة واحدة. النقطة الأولى والثانية خصصتا لإعادة دراسة الحساب الإداري لسنة 2010 والتصويت عليه ، وإعادة برمجة فائض ميزانية سنة 2010، الأمر الذي جعل عددا من المستشارين يحتجون عليهما ويرفضون إدراجهما ومناقشتهما، ويعتبرون ذلك أمرا غير قانوني، لأن الحساب الإداري لسنة 2010 رفض من قبل ، والميثاق المعدل ينص على أن لا تكون هناك قراءة ثانية ، وأن المسألة أصبحت من اختصاص المكتب الجهوي للحسابات، لتعم القاعة فوضى كبيرة ، وتبين أن الجلسة لن تكون لها نهاية. فكل النقط التي أتت من بعد عرفت نفس المصير، الأمر الذي جعل السلطة المحلية تقرر جعل جلسة بعد الظهر سرية لدواعي أمنية حسب تصريحها مما دفع المعارضة الحالية والمواطنين للاحتجاج على القرار، بينما أيد ذلك المكتب المسير، فأُخرج من القاعة المواطنون وممثلو الصحافة وأغلقت أبواب ونوافذ قاعة الاجتماعات من أجل التعتيم ، لكن مع ذلك كانت أصوات الصراخ والصفير والضرب على الطاولات والسب والشتائم تسمع بشكل رهيب، ومن حين لآخر كان المعطلون يرددون الشعارات المنددة بالوضع لترفع الجلسة وتؤجل وتبقى مفتوحة لكل الاحتمالات. ما وقع داخل قاعة الاجتماع بين المستشارين فضيحة بشهادة كل من حضر دورة أبريل لسنة2011، لم يعرف المجلس مثيلا لها منذ نشأته الأولى، ويمكن وصفها بدورة فضح حقيقة المجلس الذي عبر من خلالها عن انعدام المسؤولية التي تحملها، واللعب بمصالح السكان، وأن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم ، كما أطلق العنان للكلام الوضيع ، الذي يندى له الجبين ، ووصل الأمر إلى التهديد بالضرب ثم الاشتباك بالأيدي بعدما تم قلب الطاولات ، كل هذا، وأكثر، وقع دون أي اعتبار لمن كان حاضرا. من جهة أخرى كانت الشعارات التي يرددها الجمهور المتواجد بالساحة الداخلية للبلدية تطالب برحيل المجلس والعامل والباشا ، لأنه رغم تعاقب المجالس فالحالة لم تتغير. إنها دورة كان التهريج عنوانها الرئيسي، أبطالها كانوا أدنى من المهرجين والمتفرجون كانوا بعض عناصر السلطة المحلية والإقليمية وربما حتى المركزية؟ أما المواطنون فقد أدركوا خطورة الوضع ، وفهموا أنه لا بد من التغيير.