قد تكون المباراة التي خاضها فريق الكوكب المراكشي أمام نظيره شباب الريف الحسيمي مساء يوم الجمعة الأخير في افتتاح منافسات الدورة السادسة والعشرين من الدوري الوطني، بداية لنهاية العلاقة بينه وبين القسم الأول بعدما هزم بعقر الدار بهدفين لصفر، نتيجة جاءت كتحصيل حاصل لعدة أخطاء ارتكبها من اعتقدوا يوما أنهم يقودون سفينة الكوكب المراكشي ويسيرون دهاليز فريق له عشاقه وكينونته داخل الكرة المغربية . وبالرجوع إلى المباراة فقد كانت على العموم إطارا للضغط الذي يعانيه الفريقان بحكم موقعهما في سبورة الترتيب، خاصة المحليين الذين ترجموا ذاك الضغط بتنافس لاعبيه على تضييع الفرص، فرص لم تتأت للخصم الريفي إلا في خمس مناسبات استغل منها اثنتان ترجمتا لأهداف، الأولى في الدقيقة 83 عن طريق اللاعب سلمان ولد الحاج بعد إقحامه بدقيقة واحدة، والثانية في الدقيقة 90 عن طريق اللاعب نسيمان أرنود بعد تلقيه هدية من الحارس حمزة بودلال، لم يتوانى في قبولها واضعا الكرة بالمرمى، معلنا بذلك عن نهاية المباراة بواقع هدفين لصفر. نهاية لم تكن سعيدة للمراكشيين على عكس الريفيين الذين عبروا عن تلك السعادة لمدة طويلة برقعة الميدان مستحقين بذلك المنحة المادية التي خصصها لهم المكتب المسير والمتمثلة في 15 ألف درهم كما أعلن عنها رئيس الفريق. نتيجة لم ترق بطبيعة الحال لأنصار فريق الكوكب المراكشي الذين زحفوا بالعشرات بعد نهاية المباراة إلى ملعب الحارثي للتعبير عن سخطهم واحتجاجهم على بعض اللاعبين والمسيرين في مشهد تخللته إغماءات وبكاء ونحيب، وكأنهم في تشييع لجنازة. الأمر الذي تطلب استنفارا أمنيا لإحتواء الموقف وتهدئة الأوضاع، وقد طلبت تلك الجماهير من مسؤولي المدينة وعلى رأسهم والي الجهة محمد مهيدية محاسبة بعض مسيري النادي والتحقيق معهم في الصفقات التي شابت التعاقد مع بعض اللاعبين هذا الموسم، معتبرين الأموال التي صرفت تصنف ضمن المال العام ومن حق الجماهير التساؤل عن طريقة صرفها. وقد اتضح من هاته المباراة أن الفريق المراكشي أصبح بدون هوية ومسيروه ينفرون منه، بعدما لم يكلفوا أنفسهم عناء حضور المواجهة ومد يد المساعدة المعنوية للاعبيهم، بحيث لوحظ عضو مسير واحد بعدما عمد رئيس اللجنة المؤقتة فؤاد الورزازي لمقاطعة المباراة بعد مرور خمس دقائق عن بدايتها، وعدم حضور باقي الأعضاء وهم الذين كانوا بالأمس القريب يتهافتون للحصول على كرسي بالمنصة الشرفية ليتضح في الأخير بأن ذاك التهافت كان لقضاء مآربهم ومصالحهم الشخصية ولو على حساب آمال وأحلام جمهور لم يرتكب ذنب سوى أنه عشق وأحب فريقا جعل منه متنفسا له للتغلب على«محاين الزمان».