نظم مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، يوم السبت 16 أبريل 2011 بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات، يوما دراسيا تحت عنوان «السينما المغربية وأسئلة المجتمع»، تناول خلالها المدعوون كل القضايا المتعلقة بالسينما المغربية في علاقتها بالمجتمع. في الجلسة الافتتاحية التي ترأسها الأستاذ عبد الرحيم بودلال، ألقى رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية الأستاذ سمير بودينار كلمة ترحيبية معرجا على الهدف من اختيار موضوع السينما المغربية والمجتمع، منطلقا من كون أن السينما أصبحت اليوم قلب اهتمامات الجميع ومكونا رئيسيا من مكونات النهضة الثقافية للمجتمع، كما أن السينما المغربية طرحت عدة إشكالات وقضايا أثارت العديد من التساؤلات والنقاشات لدى جميع المهتمين بالشأن الفني والثقافي. أما عضو وحدة الدراسات الفنية والجمالية بالمركز الأستاذ مصطفى الرمضاني فقال إن اختيار موضوع السينما المغربية جاء انطلاقا من اهتمام المركز بالجانب الفني ككل. وتحدث عن أهم المشاكل التي تعترض السينما المغربية، طارحا بذلك أسئلة للإجابة عنها من طرف المشاركين. من جهته رحب رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ فؤاد بوعلي بالحضور وبالمشاركين، مذكرا باهتمام المركز بالقضايا الفنية من خلال تنظيمه للمعرض السنوي للفوتوغرافيا ولتنظيمه أنشطة تهم الفن التشكيلي والمسرح، من هنا جاء اليوم الدراسي حول السينما والمجتمع ليؤكد انفتاح المركز على القضايا الفنية والسينمائية التي تستأثر بالرأي العام المغربي. وفي الأخير شكر المشاركين في الندوة والساهرين عليها وكل من ساهم في تنظيمها. في الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور احمد كامون تحدث الناقد السينمائي مولاي إدريس الجعيدي عن «السينما والمجتمع» من خلال السينما المغربية، وعن السينما والتاريخ مبرزا أهم النظريات السينمائية في ذلك. وتطرق الدكتور حبيب نصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة «لصورة الأنا في السينما المغربية» من خلال قراءته في بعض الأفلام المغربية، حيث تحدث عن صورة الذات المغربية في الإبداعات السينما المغربية. وقد شدد المتدخل على أن هذه الذات غالبا ما تأتي مشوهة ومستهجنة وليست كما هي في الحقيقة أو الواقع. كما ركز على أهمية التربية على الصورة في الحياة المدرسية والتربوية. في حين تطرق الناقد السينمائي عمر بلخمار لسؤال الهوية في السينما المغربية انطلاقا من أربعة مكونات أساسية للهوية، هي البيئة الجغرافية والدين واللغة والتراث، انطلاقا من عدة أفلام مغربية. وأكد المتحدث بعدما عرف بمفهوم الهوية على أن السينما المغربية تعرف تنوعا جغرافيا بيئيا. كما أن موضوع الدين مطروح في الأفلام المغربية، وإن كان في بعض الأعمال يأتي مشوها ولا يأتي مطابقا للحقيقة، كما تحدث عن التسامح الديني في بعض الأعمال السينمائية. أما في ما يخص اللغة فحسب المتحدث فهناك الأفلام الناطقة بالدارجة المغربية وهناك الأفلام الناطقة بالامازيغية بكل تشعباتها. أما في ما يخص التراث فالأفلام المغربية تحتوي على تراث كل منطقة وكل جهة من المغرب. أما الناقد السينمائي مصطفى الطالب فتحدث عن «السينما المغربية في العشرية الأخيرة» متطرقا إلى محورين أساسين: الحقل السينمائي بإيجابياته وسلبياته ويهم الإنتاج /الدعم / المهرجانات / الاستثمارات الأجنبية، و الإبداع السينمائي من حيث المضامين ومستواه الفني. وأشار المتحدث إلى أن سبب اختياره للعشرية الأخيرة هو أولا لأن المغرب عرف مع مطلع الألفية الثالثة تحولات سياسية واجتماعية وثقافية وقيمية هامة. ثانيا لأن السينما واكبت، بل وساهمت بشكل كبير في هذه التحولات التي تأثرت في مجملها بالعولمة الاقتصادية والثقافية. ثالثا لأن السينما المغربية خلال العشرية الأخيرة أصبحت محط اهتمام الرأي العام المغربي إن على المستوى السياسي (البرلمان) أو الاجتماعي والثقافي (ما أحدثته من نقاش وضجات إعلامية). وفي الأخير تحدث الأستاذ حماد يوجيل من وحدة الدراسات الفنية والجمالية بالمركز عن حاجيات المتفرج من السينما المغربية خاصة على المستوى الجمالي والفني للسينما، مؤكدا على أهمية إذكاء الذوق الجمالي لدى المتفرج المغربي والاستمتاع بالفرجة بعيدا عن كل ما يمكن أن يعيق هذه الفرجة خاصة على مستوى الإبداع. أما في الجلسة العلمية الثانية التي أدارها الأستاذ حماد يوجيل بقاعة المحاضرات بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة فقد عرفت عرض ومناقشة ورقة مشروع «المنتدى المغربي للبحث السينمائي» وهي الورقة التي عرضها الأستاذ فؤاد بوعلي، حيث وقف على الأسباب المؤدية لإحداث هذا المنتدى وعلى أهداف وغايات وطرق الاشتغال. وفي الختام خلص النقاش إلى أن المنتدى كهيئة علمية هو منتدى للبحث السينمائي في معناه الأكاديمي والعلمي حول كل القضايا المتعلق بالشأن السينمائي، وأن الهدف من المنتدى هو المساهمة في تعميق النقاش حول السينما والإبداع السينمائي، وأيضا التعاون مع كل مكونات الحقل السينمائي المغربي والمؤسسات الأخرى المهتمة بالإبداع السينمائي. وفي الأخير تم الإعلان رسميا عن إنشاء «المنتدى المغربي للبحث السينمائي».