طالبت دراسة دولية نشرت في باريس على ضرورة نشر الاحتراف فى إفريقيا والنهوض به من خلال العثور على مصادر لتمويل الأندية لتقليص الفوارق الكبرى بين ميزانيات وعائدات بعض الأندية الإفريقية الكبرى، خاصة أكبر ناديين فى القارة (الأهلي والزمالك) وبين معظم الأندية الافريقية الأخرى. وطالبت الدراسة، التي أجراها اثنان من المكاتب الاستشارية العالمية قبيل مونديال جنوب افريقيا 2010، بضرورة عثور الأندية الإفريقية على مصادر تمويل لتصل ميزانياتها إلى مستوى عملاقي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك)، اللذين بلغت ميزانيتهما إلى نحو 25 مليون يورو في العام، وذلك بفضل شعبيتيهما الجارفة وتوافر المحتضنين والمستشهرين والممولين من رجال الاعمال. ودعت الدراسة التي أجراها «إينيوم كونسلتينج» و«يوروميد ماندجمانت» إلى ضرورة أن تصل ميزانيات الأندية الإفريقية على أقل تقدير إلى مستوى ميزانيات الأندية التونسية الكبرى، مثل الترجي التونسى والنجم الساحلي والنادي الافريقي، الذين تصل ميزانياتهم إلى نحو 12 مليون يورو. واعتبرت الدراسة أن ضعف عائدات الأندية الإفريقية تعد السبب الرئيسي، الذي يحد من تطور الكرة الإفريقية ويجعل من الاحتراف الخارجي السبيل الوحيد أمام اللاعبين الأفارقة لإظهار مواهبهم ومهاراتهم الفنية، فضلا عن الحصول على المقابل المادي، الذي يتساوى مع ما يمتلكون من إمكانيات. وأكدت الدراسة أن الاهلي والزمالك تمكنا بفضل تنويع مصادر التمويل من الوصول إلى مستوى العديد من أندية بعض البطولات الأوروبية المحلية، مثل الدوريات السويسرية والتركية والهولندية. وأظهرت الدراسة ضعف القدرات المالية للغالبية العظمى من الأندية الإفريقية، مشيرة إلى أن عائدات أندية مغربية وإيفوارية ومالية تقل بمعدل يتراوح بين 5 إلى 10 أضعاف عن ميزانية الأهلي والزمالك، بل وتقل في بعض الأحيان عن 100 ضعف عن ميزانية الناديين المصريين. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن المدرب الفرنسى الشهير كلود لوروا، الذي شارك فى إعداد الدراسة، اعتبر أن التوسع فى نشر الاحتراف في ربوع القارة الإفريقية يعد الوسيلة الفعالة لمساعدة إفريقيا على الاحتفاظ بمواهبها من الهجرة إلى الدوريات الأوروبية للحيلولة دون تفريغ البطولات المحلية الإفريقية من المواهب والمهارات تفاديا لإصابتها بالضعف والوهن وانصراف الجماهير عنها. وطالب كلود لوروا بضرورة التوصل إلى نظام احترافي إفريقى قادر على النهوض بالبطولات المحلية الإفريقية، حتى لو كان من الصعب الوصول بهذا النظام إلى نفس مستوى الأنظمة التي تدار بها البطولات المحلية الأوروبية الكبرى، مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا.