وجد آلاف البيضاوين أنفسهم، أمس الثلاثاء 12 أبريل 2011، في حالة من الارتباك والاضطراب، حين توجههم إلى المستشفيات العمومية بمختلف مقاطعات الدارالبيضاء، وذلك جراء تنفيذ شغيلة قطاع الصحة العمومية، إضراباً وطنياً لمدة 24 ساعة، دفاعاً عن مطالبهم المشروعة. المستشفى الجامعي ابن رشد، و 20 غشت وباقي المستشفيات والمستوصفات بمختلف مقاطعات الدارالبيضاء عرفت نفس الارتباك والشلل، مما نتج عنه ازدحام ملحوظ من قبل شرائح مجتمعية من مختلف الأعمار تحمل مواعيد الولوج إلى مختلف المصالح المتخصصة، وذلك بعد طول انتظار، ليجدوا أنفسهم مجبرين على العودة صباح الغد أو في وقت لاحق، دون أن يدركوا مآل مصير مواعيدهم، وفيما إذا كانت ستلغى أم سيتم احترامها من قبل إدارات المستشفيات، ارتباطا مع الحاملين لموعد يومه الأربعاء؟ وقالت سيدة في عقدها الخامس، بأنها جاءت قادمة من ضواحي مدينة سطات، من أجل الفحص بالصدى عن حملها الذي يعرف مشاكل طبية، وذلك من أجل الكشف عليها من قبل الطبيب المختص بجناح أمراض النساء بمستشفى ابن رشد، وأنها لم تكن تعلم يوم الإضراب، ولا تدري ما إذا كانت ستعود في اليوم الموالي وسيتم احترام موعدها، أم ستتم برمجة الكشف عنها إلى تاريخ لاحق، خاصة وأن حالتها الصحية لا تستدعي التأخير...؟ انشغال يكاد ينسحب ، وفق تصريحات متطابقة، على جميع المرضى وكذا الأطفال المعنيين بالتلقيح في المستوصفات. من جانبهم، حمّل بعض أصحاب البذلة البيضاء المسؤولية في ما لحق البيضاويين من ضرر إلى الوزارة الوصية لعدم استجابتها لمطالبهم الأساسية التي ظلت موضوع مماطلة وتسويف، وقالوا في تصريحات ل «الاتحاد الاشتراكي» بأن توقفاتهم عن العمل بكافة المستشفيات العمومية ستعرف تصعيداً آخر في حال عدم استجابة المعنيين لمطالبهم التي حددوا أبرزها في الترقية الاستثنائية منذ 2003، وإعادة مرسوم الترقي والتنقيط، وتنفيذ بنود اتفاق 17 أبريل 2006، ودعم خدمات معهد باستور مادياً ومعنوياً، واعتماد معايير الأهلية، وتفعيل الحركة الانتقالية بين المراكز الاستشفائية وتحسين ظروف العمل المصاحبة للتشغيل. هذا، وكان المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل ، قد عقد اجتماعاً يوم الأربعاء 6 أبريل 2011 بمقر المركزية بالدارالبيضاء، عرض خلاله الخطوط العريضة للمطالب المستعجلة للشغيلة الصحية العالقة، حيث عبر عن استنكاره للأسلوب الذي تتعامل به الحكومة مع قضايا رجال الصحة، واصفاً إياه ب «المستخف» وغير المسؤول.