الاستمتاع، قوة الأداء، اللمسة الفنية للإخراج، سمات ميزت العرض المسرحي «قايد القياد» والذي قدمه النادي الفني المراكشي المغربي العريق «كوميديا» يوم 27 مارس 2011 بمسرح دار الثقافة الداوديات بمراكش بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. حضور جماهيري كبير، رغم موازاة توقيت المسرحية مع توقيت مباراة الجزائر و المغرب، لكن للمسرح جمهوره، أو بالأحرى ل «كوميديا» جمهورها بالمدينة الحمراء. ينطلق العرض برقصات جميلة على موسيقى أبدعها الفنان «عزيز ابلا» شدت إليها آذان و عيون الجمهور الحاضر.. رقصات متقونة للكوركراف توفيق ازديو مصحوبة بأداء جد رائع للفنانات «زهيرة لمدسم» «هالة لحلو» «أمال الثعالبي» «لبنى ابيضار... بعد ذلك يبدأ الممثلون في تشخيص أحداث المسرحية التي كتبها المؤلف الفنان «عبد الالاه بنهدار» وتكلف بالدراماتورجيا الفنان الوديع «بوبكر فهمي»... مسرحية قايد القياد تحكي قصة الباشا «التهامي الكلاوي» صاحب الشخصية المزدوجة والذي صال وجال وتجبر...شخصية أتقنها أداء الفنان «عبد العزيز اذحجوب» ...القايد الباشا المخزن الأكبر تاريخ تحوم خوله قواعد السلب و النهب و الفضيحة... الكلاوي الذي لا تعرف صلحه من طلحه مبادئ تعلن و أخلاق تنتهك و ياويل من يعترض أو يعارض...... وتستمر المسرحية في سرد أحداث تميط اللثام عن صورة شخصية مرت في مكان ما من تاريخ المغرب بقبحها و جمالها لتكون المسرحية إذا درسا يقرأ منه جيل اليوم جيلا مضى ويحسب للمؤلف و للفريق كله هذا السبق الفني في التطرق لهذه الشخصية فان أصابوا فلهم أجران و إلا فلهم اجر الاجتهاد.... وتبقى السمة الأبرز للمسرحية الأداء القوي و الممتع لكل الممثلين و الممثلات الذين ابهروا الحضور وألزموهم مقاعدهم حتى النهاية و انتزعوا منهم تصفيقات حارة كانوا يستحقونها.... و هذا الأداء القوي لم يأت من فراغ أو بمحض الصدفة إذا عرفنا أن النجوم التي أثثت الركح هي من قبيل مولاي إدريس المعروف عبد اللطيف التحفي فضيلة بنموسى لطيفة عنكور سالم دابلا محمد بلمقدم عزيز الحبيبي وفاء أندلسي......وللأمانة الفنية لابد من الإشادة بالأداء البارع للفنان سالم دابلا في دور لمخزني والفنانة هالة لحلو في دور زينب...... وهذا كله لم يكن ليتحقق إلا بوجود مخرج فنان و متألق اسمه حسن هموش...