اختتمت فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان أكَاديرالدولي الجامعي، مساء يوم السبت 2 أبريل 2011، على إيقاع حفل فني كبير وزعت من خلاله الجوائز على الفرق الفائزة، وتكريم نجمين كبيرين في المسرح والسينما وهما نور الدين بكر وسعاد خيي. وهكذا، قررت لجنة التحكيم المكونة من منية عبيدي من تونس ومحمد زهير وعبد الحفيظ مديوني من المغرب، الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي مناصفة بين مسرحيتي«عش رتيلة» للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير لأكَادير، ومسرحية «لا لوكاندييرا» لمحترف كازا نوفا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية لمراكش. فيما عادت جائزة أحسن ممثلة ل«أبيلا كونزاليس» من الفرقة الإسبانية التابعة لجامعة بلد الوليد بإسبانيا، وأحسن ممثل ل«كريم زهون» من محترف إيمعشارن للركح التابع لكلية العلوم بأكَادير، ومنحت جائزة أحسن انسجام جماعي لمسرحية «عش رتيلة» للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير لأكَادير. ومنحت كذلك جائزة أحسن سينوغرافيا لمحترم دراما تورجيا التابع لكلية الآداب ببنمسيك الدارالبيضاء، وأحسن إخراج لمسرحية محترف فضاءات المسرح والتدبير للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، وأخيرا كانت جائزة البحث المسرحي مناصفة بين جامعة فرانكفورت الألمانية وكلية الآداب لأكادير. فعلى امتداد ثلاثة أيام عاش جمهور المسرح الجامعي عاش لحظات شيقة وممتعة مع ما قدمته عشرة عروض مسرحية مختلفة التجارب والتقنيات والكتابة والإخراج، كما استمع بتجارب غربية مثل التجربة الإسبانية وبمسرحيتين مشتركتين ألمانية مغربية، وإيطالية مغربية. لكن ورغم النجاح الذي حققته الدورة 16 التي نظمت تحت الرعاية السامية لجلالة محمد السادس، فإن الملاحظة الجديرة بالإهتمام تكمن في عدم مشاركة المسرح الجامعي العربي كما اعتدنا ذلك في الدورات السابقة بسبب الأوضاع التي تعيشها البلدان العربية وخاصة المغاربية، فضلا عن تعذر مشاركة المسرح الجامعي البولوني لأسباب طارئة. أما بالنسبة لتوصيات لجنة التحكيم فقد انصبت على ضرورة استمرارهذا المهرجان والإرتقاء به كمكسب مهم وبالغ الأهمية، والحرص الدائم على استقطاب التجارب الجامعية الوطنية والدولية الدرامية والكوميدية، وتمكين المهرجان من العمل المؤسساتي لاستدامة إتقانه وإيلاء المسرح الجامعي أهمية على مستوى التأطير، وضمان إعلام أوسع للمهرجان وتنظيم ورشات لتكوين الطلبة في هذا المهرجان. هذا، وعبر فنانون وكتاب ونقاد ضيوف المهرجان من المغرب وخارجه عن ارتساماتهم الخاصة سواء فيما يتعلق بالعروض المسرحية أوالمهرجان ككل ندرجها كالتالي: - عبدالرحيم المنياري (ممثل): بصفة عامة نلاحظ هناك تراجعا خطيرا للمسرح الجامعي بالمغرب على اعتبار أن الطفرة النوعية التي كانت قد أحييت هذا النوع من المسرح في التسعينيات من القرن 20، نرى اليوم أنها في أفول واحتضار، وبصفة خاصة رأينا في العروض التي شاهدناها فيها بعض الفلتات التي لازالت تحاكي الماضي القريب، وبالتالي فهناك عروض في هذا المسرح تؤثث لفضاء مسرحي مستقبلي واعد. - منية عبيدي (عضوة لجنة التحكيم) من تونس: فوجئت بمستوى العروض التي قدمها الطلبة بغض النظر عن كونهم هواة، ولكن مع ذلك فهي عروض تقترب أحيانا من الحرفية، وهنا أشهد للمغرب بهذا التقدم الملحوظ في المسرح الجامعي، هذا بالمقارنة طبعا مع المسرح الجامعي التونسي الذي لازال محتشما في انتظار أن يعرف انطلاقة فعلية مع ما تعيشه تونس اليوم من تغيير كبير. - محمد زهير(رئيس لجنة التحكيم): اللجنة كانت مسرورة جدا لأنها وجدت أعمالا رفيعة المستوى سواء بالمغرب أو خارجه، وهي أعمال تؤشر على أن المسرح الجامعي في تطور. وكانت اللجنة أيضا مرتاحة لمستوى أغلب الأعمال المقدمة، كما دلت على ذلك النتائج التي قدمتها في آخرالمهرجان. - عبد الواحد ابن ياسر(ناقد مسرحي): المهرجان ومن خلال مواكبتي له منذ دورته الأولى يتجه دائما بخطوات حثيثة وثابتة ومتوازنة نحو المستقبل ونحو ترسيخ وتأصيل هذا النوع من المسرح، وأعتقد أن هذه الدورة وكذا الدورات السابقة لم تكن أعراسا مسرحية وفنية، بل كانت كذلك أعراسا ثقافية وفكرية، لأن الندوات الفكرية التي نظمها المهرجان أصبحت اليوم مرجعا هاما للمسرح الجامعي سواء تعلق الأمر بالكوميديا والمسرح أو بالمسرح والأدب أوبالمسرح الجامعي المغربي والتجارب العالمية أوبخصوصيات المسرح في الجامعة.