لم يكن الخروج الأول للمنتخب الوطني رفقة المدرب البلجيكي غيريتس موفقاً، خلال الديربي الذي جمعه ليلة الأحد بمدينة عنابةالجزائرية، بعد الانتصار الصغير الذي حققه المنتخب الجزائري، عن طريق كرة ثابتة ومفاجئة. ومن أبرز عناوين هذا الديربي المغاربي، عدم تقديم الفريقين لمستوى كروي جيد، إذ ظل العطاء العام محدوداً وأقل من المتوسط، بالنظر إلى العديد من المعطيات التي تحكمت في هذا النزال، سواء قبل أو أثناء المباراة. إذ لم يكن الهم الأول للمنتخبين تقديم أداء كروي جيد، بل كان الهاجس الأول والأخير، الخروج بنتيجة إيجابية من جانب المنتخب الجزائري لإحياء الأمل في السباق نحو التأهيل. بالمقابل، كان هم المنتخب المغربي الخروج بأقل الخسائر ليظل على رأس المجموعة. لكن رهان الخضر كان أقوى من رهان أصدقاء الحسين خرجة، الذين غابت عنهم في جل أطوار المباراة كل عناصر الهدوء والتركيز، بل انجروا بدون حدود إلى الشباك التي نصبتها الخطة الذكية التي رسمها المدرب الجزائري بنشيخة. وتفاجأ الكثير من المهتمين والمتتبعين، ومنذ أول لحظات هذا اللقاء، كيف ارتفع الإيقاع بشكل سريع وغير مسبوق، في الوقت الذي كان مطلوباً تهدئة الأمور إلى أن تتضح الأمور. وقد استفادت العناصر الجزائرية من هذا الوضع، وربما أن انجرار المنتخب المغربي، عن وعي أو بدونه، كان سببا في الارتباك الذي صنع ضربة الجزاء القاسية التي أعلن عنها الحكم. وكنا ننتظر من المدرب غيريتس أن يعمد مجدداً إلى تهدئة اللعب، وإعادة صياغة مفهوم جديد ولغة أخرى، ليستعيد الجميع بعضاً من التركيز، ليتمكنوا من تصريف النهج التكتيكي المرسوم لهذا النزال الذي تحكم فيه مع الأسف، الاندفاع والرغبة الجامحة في تحقيق التعادل وفي وقت قياسي، في حين أنه كان مطلوباً أن نبدأ من نقطة الصفر، حتى يتبين الخيط الأبيض، الذي لم يظهر إلا في الشطر الثاني من الشوط الثاني. كثير من التعاليق، رمت بجزء كبير من المسؤولية، على الحكم الموريسي، في إخفاق المنتخب الوطني، الذي كان صاحب الامتياز على الورق بالنظر إلى العناصر والأسماء المشكلة له. لكن الحكم وهذا معروف في ملاعبنا الإفريقية يمنح بعض الامتياز للفريق المضيف، ولا يمكن أن يعطي للفريق الضيف أكثر ما يستحقه، إن لم نقل أقل مما هو مطلوب. لكن العناصر الوطنية، ساهمت إلى حد بعيد في الخروج بصفر نقطة. فإذا استثنينا، الحارس لمياغري والمدافع المتألق بنعطية، ثم اللاعبين بلهندة وهرماش، فإن باقي اللاعبين لم يلامسوا خط المتوسط وظل أداؤهم غير مقنع قياساً مع الأداء القوي للاعبي المنتخب الجزائري، الذين تقاتلوا وربحوا كل النزالات الثنائية التي وجدوها أمامهم. وهذا ما أكده بصوت عال المدرب غيريتس في تصريحاته بعد المباراة، معتبراً أن قوة المنتخب الجزائري، كانت في قوة وصلابة لاعبيه، الذين ظلوا حريصين على انتزاع الثلاث نقط، مهما كلفهم هذا النزال من جهد ونفس وتضحية. شيء آخر، ساهم في الإخفاق المغربي، هو الضعف الذي رافق وسط الميدان بقيادة العميد الحسين خرجة، حيث ظل يبحث عن وصفة تعيد له ولرفاقه في وسط الميدان والهجوم على حد سواء، الفعالية المطلوبة لصنع الفرص. ورغم أن المنتخب المغربي، تحكم في كثير من الأحيان في الكرة وفي امتلاكها، إلا أنها كانت بعيدة عن تهديد حقيقي لمرمى الحارس الجزائري، وإذا ما استثنينا في هذا الباب، محاولات الدقائق 22 و 35 التي قام بها الشماخ وهو في وضع غير مسبوق، لكنه لم يكن موفقاً. وكنا نعتقد أن الجولة الثانية، ستظهر بعض التوقيعات التي راهن عليها غيريتس، لإعادة ترتيب البيت الداخلي، خاصة بعد الإشارات التي أطلقها المنتخب الوطني (تاعرابت د 65 بنعطية رفقة الشماخ د 69 العربي في د 80)، لكن كل ذلك لم يكن بشكل مستمر ودائم ومسترسل لضمان أكبر عدد من الفرص. بالمقابل، ظلت العناصر الجزائرية واثقة في نفسها مؤمنة بحظوظها في الخروج بأول ثلاث نقط أمام أقوى خصوم هذه المجموعة، التي ستكون جولاتها القادمة حارقة ومثيرة، خاصة وأن الجميع اليوم، يقف عند النقط الأربعة، الشيء الأكيد، أن المغرب مازالت حظوظه قائمة ومتوفرة، لكن هذه الحظوظ ستتقوى شريطة أن يكون العطاء مستقبلا مخالفا تماماً لما شاهدناه ووقف عنده في نزال عنابة. بطاقة تقنية الجزائر - المغرب1 - 0 الملعب : 19 ماي 1956 الأرضية: جيدة الإنارة : ممتازة الجمهور : أزيد من50 ألف متفرج طاقم التحكيم : من جزر موريس بقيادة ريشدراباساد سيشوم الأهدف : 1 حسن يبدة (د6 ض.ج) لصالح الجزائر الإنذارات الجزائر : مدحي لحسن (د53) ومصطفى مهدي (د76). المغرب : رشيد السليماني (د39) وعادل هرماش (90 + 3) تشكيلتا المنتخبين المنتخب الجزائري : رايس مبولحي ومهدي مصطفى وجمال مصباح وعنتريحيى (كارل مدجاني70) وإسماعيل بوزيد وخالد لموشية و لحسن مدحي وحسن يبدة (لزهر عيسى89) وعبد القادر غزال ورياض بودبوز (نذير بلحاج د80) ورفيق جبور. المدرب: عبد الحق بن شيخة المنتخب المغربي: نادر لمياغري وميكاييل بصير والمهدي بنعطية ورشيد السليماني وأحمد القنطاري وعادل هرماش وحسين خرجة ويونس بلهندة (أسامة السعيدي89) ومبارك بوصوفة وعادل تاعرابت (يوسف العرابي70) ومروان الشماخ المدرب: البلجيكي إيريك غريتس الترتيب 1 - ج. إفريقيا الوسطى 4 ن (+ 1) 2 - تانزانيا 4 ن (0) 3 - المغرب 4 (0) 4 - الجزائر 4 (- 1) المباريات المتبقية: - الجولة الرابعة (ما بين3 و5 يونيو2011) المغرب - الجزائر تانزانيا - إفريقيا الوسطى - الجولة الخامسة (ما بين2 و4 شتنبر2011) إفريقيا الوسطى - المغرب تانزانيا - الجزائر - الجولة السادسة (ما بين7 و9 أكتوبر2011) المغرب - تانزانيا الجزائر - إفريقيا الوسطى تصريحات إريك غريتس (مدرب المنتخب المغربي) «بداية المباراة كانت صعبة علينا خاصة مع ضربة الجزاء، هل هي فعلا ضربة جزاء أم لا. حاولنا أن نعود في المباراة لكننا لم نفلح في ذلك بسبب التحكيم وظروف أخرى لم تسمح لنا بأن نفرض أسلوب لعبنا وتقديم عرض كروي جيد. ليس لدي ما ألوم عليه اللاعبين الذين قدموا كل ما في وسعهم حتى النهاية ولو أن الشماخ لم يعط ما كان منتظرا منه، وكون بعض اللاعبين لم يظهروا بمستواهم المعهود. المنتخب الجزائري لعب جيدا وكان في حاجة ماسة إلى الفوز ومن حسن حظه أنه استفاد من ضربة جزاء. وبعدها نجح في الدفاع عن هدف الامتياز وعرف كيف يحافظ على نظافة شباكه. الآن العداد انطلق من الصفر حيث أن كل فرق المجموعة أصبحت متساوية بأربع نقاط. ما تبقى لنا من مشوار سيكون بمثابة معركة حقيقية». عبد الحق بن شيخة (مدرب المنتخب الجزائري): «المنتخب المغربي قوي والفوز عليه يعتبرإنجازا. لقد سيطر اللاعبون المغاربة في الشوط الثاني، لكن ذلك لم يخفني لأننا حاولنا أن نخرجهم من منطقتهم لشن هجمات معاكسة، وهو ما فعلناه لكنها لم تعط أكلها. كان من الصعب علي تدبير المباراة في غياب ثلاثة لاعبين مصابين زيادة على الضغط الناتج عن البحث عن نتيجة الفوز ولاشيء سواه. الآن لدينا كل الوقت لتحضير لقاء العودة واسترجاع المصابين». حسين خرجة (عميد المنتخب المغربي): «خسرنا المباراة بضربة جزاء كانت هدية من الحكم. حقا لم نظهر بمستوى لائق في الجولة الأولى، لكننا لعبنا بطريقة أفضل في الجولة الثانية وخلقنا العديد من فرص التسجيل، غير أننا لم ننجح في إدراك هدف التعادل. الحكم لم يحمينا ولم يكن في مستوى اللقاء. سنلعب مقابلتين بميداننا وأمام جمهورنا (ضد الجزائر وتانزانيا) وعلينا استغلال هذه الوضعية». حسن يبدة (مسجل الهدف) «نستحق الفوز، لعبنا لقاء في غاية الصعوبة. المقابلة كانت مثيرة للغاية أمام منافس يلعب جيدا الكرة إلا أننا كنا حاضرين كما ينبغي فوق الميدان وضغطنا على الخصم طيلة أطوار المباراة». الشماخ كيف يتم تعيين نفس الحكم للمرة الثانية على التوالي (ضد تانزانيا: فوز المغرب0 -1 ) . الفريق الجزائري لم يحرجنا حتى و إن كنا متأخرين في النتيجة خلال الشوط الأول. أظن أننا خلقنا فرصا عديدة لم نحسن استغلالها. لم نقص بعد من المنافسة حيث بقيت لنا ثلاث مقابلات في مرحلة العودة. الطريق ما زالت شاقة ، سنلعب بميدانا مرتين علينا انتهاز هذه الفرصة.