سيستمر مسبار «جونو» بالعمل في مدار حول المشتري لغاية انتهاء بعثته، الأمر الذي سيطيل من عمره، ويُبطئ عملية تلقي المعلومات منه. جاء ذلك في بيان صدر عن مختبر الطاقة النفاثة التابع ل»ناسا». ونقل البيان عن كبير المهندسين في المختبر، ريك نايباكن، قوله: «لقد درسنا كل السيناريوهات التي من شأنها إيصال «جونو» إلى مدار أقرب من المشتري، إلا أنها تشكل خطرا على محرك المسبار وتهدد نجاح البعثة الفضائية كلها». يذكر أن مسبار «جونو» الذي تم إطلاقه إلى المشتري عام 2011، اقترب من العملاق الغازي وبلغ مداره الثابت، مطلع يونيو الماضي، لكنه بدأ بإرسال المعلومات العلمية إلى الأرض، في أواخر غشت الماضي، بعد اختبار جاهزية كل أنظمته. وكان من المفترض أن ينتقل المسبار إلى مدار أفضل، في منتصف أكتوبر الماضي. لكن خللا اكتشف في المحرك عشية قيام المسبار بتلك المناورة أجبر خبراء ناسا على إرجاء عملية اقترابه من المشتري. ثم انتقل المسبار فجأة إلى ما يسمى ب»النظام النائم»، أي عدم تشغيل كل الأجهزة أثناء اقترابه من المشتري، ما ألغى البرنامج الذي أعده خبراء ناسا كبديل للانتقال الفاشل إلى مدار جديد، وبعد أسبوع أعلنت الوكالة عن استئناف عمل المسبار دون أن تعلن مصيره اللاحق. واتخذ أخيرا الأحد الماضي قرارا مبدئيا بالاستمرار في رحلة المسبار، وإبقائه في المدار الحالي، مع العلم أن انفجار المحرك المحتمل، عند المرور بمناطق الإشعاع الفائق للمشتري قد يؤدي إلى فشل البعثة. وقال، ريك نايباكن، إن بقاء المسبار في مداره الحالي سيمكن خبراء ناسا من تلقي معلومات إضافية عن مكونات الحقل المغناطيسي للمشتري وغلافه الغازي، وتفاعلهما مع الريح الشمسية التي يمكن دراستها عن بعد. وحسب مدير البعثة، سكوث بولتن، فإن المسبار سيقوم، بحلول يوليوز عام 2018، ب 12 دورة حول الكوكب، ومن الممكن أن يمدد الخبراء فترة عمله في المدار لتلقي مزيد من المعلومات عن مكونات جوف المشتري، وأسرارا أخرى يخفيها هذا الكوكب العملاق. وقال بولتن في حديث كان قد أدلى به لوكالة «نوفوستي» الروسية، في أكتوبر الماضي، إن المشاكل قد تظهر في منتصف عام 2019 عندما سيقع المسبار في ظل المشتري، ما يمكن أن يؤدي إلى تفريغ بطارياته الشمسية.