في أول تجربة أدبية للشاعر الفلسطيني شفيق التلولي ، يستدعي في روايته « نصفي الآخر « الذاكرة القريبة و البعيدة في حبه لموطنه فلسطين «معسكر جباليا « وعشقه الثاني لدمشق العتيقة . الراوية صدرت عن منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية في البيرة فلسطين ، بمناسبة يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية. وفي تقديمها للرواية ، تحدثت د.سهام أبو العمرين فقالت إنها» تتكون من أربعة وأربعين مشهدًا سرديًّا معنونًا ، يقتطع المشهد الواحد من المساحة النصية الكلية للنص ما بين الصفحتين لثلاث صفحات تقريبا ، تمتاز هذه المشاهد بالاستقلال البنائي ، بحيث يمكن أن نتلقى كل لوحة على حدة على كونها قصة قصيرة مكتملة العناصر البنائية «، وأضافت بأن «الكاتب اهتم برصد التاريخ السياسي للوطن لكنه لم يعرضه بشكل تسجيلي تقريري حتى أنه لم يذكر تواريخ حدوثها، لكنه قدمها وفق تأثير السياسي في الاجتماعي ، ومنذ المشهد الأول تعرض بشكل رمزي لحادثة وفاة جمال عبد الناصر ، والحوادث اللاحقة كانتصار أكتوبر، وإبرام اتفاقية كامب ديفيد، ثم موت السادات ومقتل يوسف السباعي ، والاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وحصار بيروت ، والانتفاضة الأولى والثانية ، وسقوط بغداد ، والاقتتال بين فتح وحماس ، وثورات الربيع العربي. وأكدت د. سهام أبو العمرين ان هذه الأحداث جاءت كخلفية للأحداث المصاغة بوعي ورؤية السارد المشارك في الأحداث ، وقد طرحت بشكل فني وفق مدى تأثيرها في الوضع الاجتماعي على السارد وأسرته المناضلة ، فتقاطعت الأحداث العامة بالخاصة و اندمجت مقاطع النص لتبرز مدى خيبة الكاتب في واقع وطنه الذي يتقاتل أبناؤه بالانقسام ، بعد سلسلة من النضالات التي شارك فيها الجميع ، وواقع الوطن العربي الذي سقط في وهم الثورات العربية . و قال الروائي الكبير غريب عسقلاني : «حاولت هذه المذكرات أن تقدم براءة الروح وعذرية الاحساس و قدح العقل المتوثب، وتقدم مدونة تستحق القراءة و الاشتباك . و أيضا قال عنها الشاعر سليم النفار : عودة لهذا النص الروائي الذي يغوص فيه الشفيق في تجربته الابداعية يحكي ويقص و يروي حكايتنا جميعا، فشعرت وأنا أقرأ هذا النص وهو لا يزال مخطوطة، أنه جزء من مني لما عشناه في الوطن و الغربة فغزة و دمشق توأمان شاميان عاشهما شفيق بأحاسيس الشاعر .» صحفي متدرب*