تشهد شوارع مدن المملكة منافسات في سوق التسول، إذ تعد ظاهرة الظواهر الاجتماعية السلبية الضارة والدخيلة على المجتمع ككل، فالتسول هو طلب مال أو طعام أو المبيت من عموم الناس، باستجداء عطفهم وكرمهم، إما بعاهات أو بسوء حال أو بالأطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم، وهي ظاهرة غالبا ما تتواجد في قارعة الشارع وعلى جنبات الطرقات وبجانب إشارات المرور وأماكن عامة أخرى. تشهد شوارع مدن المملكة منافسات في سوق التسول، إذ تعد ظاهرة الظواهر الاجتماعية السلبية الضارة والدخيلة على المجتمع ككل، فالتسول هو طلب مال أو طعام أو المبيت من عموم الناس|، باستجداء عطفهم وكرمهم، إما بعاهات أو بسوء حال أو بالأطفال، بغض النظر عن صدق المتسولين أو كذبهم، وهي ظاهرة غالبا ما تتواجد في قارعة الشارع وعلى جنبات الطرقات وبجانب إشارات المرور وأماكن عامة أخرى. ويلجأ بعض المتسولين إلى عرض خدماتهم التي لا حاجة لها غالبا، مثل مسح زجاج السيارة أثناء التوقف في الإشارات أو حمل أكياس إلى السيارة، وغير ذلك، مع استعمال بعض الكلمات لاستدراج عطف وكرم الآخرين. الطفل المتسول هو ذلك الطفل الذي لم يبلغ سن الرابعة عشر بعد من عمره، ويتخذ من استجداء الناس وسيلة للحصول على المال ويؤدي مظهره الشخصي إلى عطف الآخرين عليه، ويقوم بهذا السلوك عن قصد وبشكل متكرر ومنتظم، فكما نعرف هناك تنوع كبير وأساليب مختلفة، متكررة ومنتظمة للتسول، فهناك من يتسول بالعزف على آلة موسيقية مع ترك شيء أمامه لكي يضع الناس النقود فيه، ومنهم من يختار إثارة المارة بحركات بهلوانية تثير الانتباه، ومنهم من يجلس أمام المساجد والمستشفيات وغيرها من الأماكن بترديد عبارات تثير العاطفة حتى يقوم الناس بإعطائه المال، فكما نرى فظاهرة التسول معروفة عند جميع الدول ومازالت منتشرة انتشارا كبيرا ، فمن أسبابها الفقر والبطالة، لأن السبب الرئيسي للتسول هو طلب المال والحصول عليه، كما أن عدم حب العمل لدى الشخص قد تدفعه للتسول، وأحيانا قد يكون المتسول إنسانا مريضا عقليا، ويقوم بالتسول دون وعيه،في أحيان أخرى يضطر الأطفال الأيتام والسيدات اللواتي فقدن أزواجهن للنزول طلبا للمال بسبب عدم القدرة على تأمين احتياجات أطفالهن. ولا يقف الحال على هذا، فالتسول أنواع، فهناك من يتسول بعاهة وبخلق حقيقي غير اصطناعي، وهناك من يخلق الإعاقة إما بقطع يده أو رجله كخدعة لاستجداء عطف الناس عليه، وأحيانا هناك من يتسول كأنه أعمى وبألاعيب وخدع لكسب ثقة الناس فيهم، والهدف من هذا هوكسب المال. اتجهنا نحو مطعم بالمدينة فرأينا متسولين عدة بجانب المطعم، منهم من يجلس عند بابه و منهم من يخطو الخطوات جيئة وذهابا أمام الزبون، وهناك صنف آخر، وهم من يقتحمون المحل، ويدخلون إلى الداخل ويطلبون مالا وعند عطف الزبون عليهم بإعطائهم المال يطلب المتسول الطعام أيضا، فصاحب المحل يكون ،أحيانا، متفهما للوضع ويعطف عليهم هو الآخر بتقديمه بعض الطعام لهم، وأحيانا قد يكون عنصريا ولا يحب رؤيتهم في مكان عمله. ظاهرة التسول عرفت في أوساط المجتمع البيضاوي تناميا رهيبا، حيث ترسخت فيه بطريقة ملفتة للانتباه على غرار ما يحدث في جميع ولايات المملكة، حيث أصبحت مصدرا أساسيا لكسب الرزق والربح أو حرفة، حيث أضحى أصحابها يحتلون المواقع الرئيسية لمدينة الدارالبيضاء ولا يمكن لأحد أن يزاحمهم في أمكنتهم. بدءا من محطة المسافرين والطريق التي تربطها بمركز سوق »كراج علال« وصولا إلى بن جدية المعروف بالكركبة الكبيرة بين المحلات التجارية التي يسببها الازدحام المهول »بدرب عمر« والطرق المحيطة به ووسط المدينة والمعاريف، خاصة يوم الجمعة وفي الأعياد. فعلى طول الطريق المؤدي إلى وسط المدينة، تجد متسولين من مختلف شرائح العمر، شيوخا ورجالا وشبابا ونساء أو أطفالا، فهناك من يتسول بحمل شهادات مرضية تثبت الإعاقة أو أمراضا مزمنة خطيرة لهم ولعائلاتهم، من أجل كسب ثقة المواطنين، وهناك من يتسول بطريقة أخرى، في قارعة الشارع أو بجانب إشارات المرور ممسكا رضيعا أو طفلا صغيرا قد يبلغ من العمر سنتين أو ثلاث سنوات محاولا استجداء الناس وكسب ثقتهم فيه، بطلب النقود من أجل الطعام والحليب للرضيع وشراء الحفاظات وجميع اللوازم إما للرضيع أو للطفل مع استعمالهم لكلمات جد مؤثرة. فالتسول أصبحت تعرفه جميع الأماكن لأنه يحتل جميع مناطق الدارالبيضاء ونواحيها، ولدخول عمق وجوهر الظاهرة، سألنا امرأة في مقتبل العمر كانت تتسول بأحد الأزقة، فطرحنا عليها بعض الأسئلة ... وكانت هذه هي الإجابة: أنا امرأة مطلقة بولدين، يبلغ الأول عشر سنوات والثاني يكبره بثلاث سنوات،ليس لدي معين، أقطن مع أمي بحي شعبي وسط المدينة. سألناها عن الرضيع الذي تحمله معها، فأجابت قائلة: هذا رضيع أكتريه، حيث أذهب كل صباح عند امرأة أعطيها قدرا من المال وتحضر لي الرضيع لكي أبدأ عملي. أنا احتاج للمال وأتسول وهي أيضا تحتاج المال وتعطيني رضيع ابنتها لتستغله مقابل قسط من المال، أتسول به كما لو كان ابني فلذة كبدي، أصبحت أحبه كما أحب أولادي لأنه يقضي معي وقتا طويلا كل يوم، أخاف عليه من المرض وأشتري له الحليب، فالناس يتعاطفون معي ومع الرضيع، أجلس وأحمله بين يدي وأضع صحنا بلاستيكيا ليضع الناس فيه نقودهم، كما أضيف شواهد طبية مزورة لكي أبين أنني أحتاج للمساعدة وللدواء، وأزعم أنني أعاني من مرض الكلي وأحتاج عملية جراحية وإلا سأموت، هناك من يتعاطف معي ،أحيانا، ويعطيني مبلغا كبيرا قد يصل إلى 100 درهم، وهناك من يضع في الصحن البلاستيكي مبلغ 10 دراهم أو 5 دراهم، هناك من يتعاطف معي وأحيانا أخرى هناك من يشتمني ويلقي علي نظرات حقد وكراهية ودونية، فكما تعرف الناس ليست كبعضها.أما عن القواعد التي يتبعها المتسولون في ما بينهم فهي أن كل واحد منهم يعرف جيدا مكانه، أي و بمعنى أدق، إن كنت أتسول،مثلا، بجانب إشارات المرور بشارع الجيش الملكي، فلا يمكن لمتسول آخر أن يكون في نفس المكان لأن كل شخص فينا له مكان خاص به وأشخاص يعرفونه ويعطفون عليه. طرحنا بعض الأسئلة على الأستاذ السوسيولوجي عبد الرحيم العطري فكانت هذه الإجابة: المجتمع المغربي أصبح يضم متسولين من عدة بلدان، فمن قبل كان هناك المتسول المغربي فقط ، أما اليوم فقد جاء متسولون آخرون من جنوب الصحراء وسوريا مما أدى إلى المنافسة بينهم. كما نجد متسولين لديهم إعاقة لكنها بسيطة يمكنك ألا تراها بالعين المجردة، لكنهم يحولونها بطريقتهم الخاصة إلى إعاقة كبيرة وخطيرة أحيانا من أجل الظفر بدراهم إضافية. وهذه الفئة من المتسولين يتم القبض عليهم في بعض الأحيان من طرف السلطات المحلية ويتم حبسهم ليلة واحدة، لكن يتم الإفراج عنهم في نفس اليوم أو اليوم الموالي. وأحيانا أخرى يتم أخذهم إلى تيط مليل، لكنهم يلوذون بالفرار. فحسب قول السوسيولوجي الأستاذ عبد الرحيم العطاري ليست هناك سياسة إدماجية قائمة على إثبات الذات.