تمكن مجموعة من العلماء من التوصل إلى وسيلة جديدة لمنع الحمل للرجال أكثر فعالية من الحبوب، حيث يمكنها منع الحمل لمدة تصل إلى عامين. فمنذ وقت طويل لم تتغير وسائل منع الحمل للرجال، حيث ظلت مقتصرة على الواقي الذكري أو القيام بعملية قطع القناة الدافقة، لكن الابتكار الجديد يتمثل في حقنة توقف حركة الحيوانات المنوية وتمنع بالتالي فرص تلقيح البويضة، ما يمنع حدوث الحمل. وسبق للعلماء أن أجروا دراسات تعتمد الحقن الهرموني للرجال لعرقلة إنتاج الحيوانات المنوية، إلا أنهم وجدوا أن هذه العملية تتسبب في آثار جانبية من بينها الاكتئاب وآلام العضلات، لكن الدراسة الحديثة، التي أجريت باستخدام الحقن غير الهرموني، أثبتت فعاليتها بنسبة 100% على ذكور القرود. ويعمل الابتكار الجديد عن طريق حقن مادة «جيل» في القناة المنوية، لإقامة حاجز يمنع مرور الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى مجرى البول، وهي القناة ذاتها التي تُقطع أو تُعقد خلال عملية تعقيم الرجل بهدف منع الحمل، ولكن الأهم هو أن مفعول الحقنة يمكن أن ينتهي بحقنة ثانية تذيب حاجز المادة الهلامية، وتعيد فتح مجرى القناة المنوية. ومن المقرر أن تبدأ التجارب على البشر مع بداية العام المقبل، بعد أن اختبر فريق البحث هذا الابتكار الجديد، حيث تم حقن 16 قردا ذكرا، بالجيل وقد أثبتت النتائج أن تلك القرود فشلت في تلقيح الإناث لمدة تصل إلى سنتين، قبل إزالة أثر الحقنة، لتعود بذلك الحيوانات إلى قدراتها الطبيعية على التلقيح. وأكدت النتائج فاعلية هذه الطريقة خلالة مدة زمني تتراوح من 1.2عام وحتى عامين كحد أقصى. وقال البروفيسور، آدم يالين، رئيس جمعية الخصوبة البريطاني، إن «هذا الأسلوب مثير للاهتمام، ويحقق التعقيم بسد القناة المنوية بمادة يمكن إزالتها فيما بعد»، وأضاف أن هذه الطريقة الجديدة «إذا كانت خالية من الآثار الجانبية؛ فهي طريقة واعدة جدا، كمانع ذكري مؤكد للحمل، ومن الضروري التأكد من إمكانية إزالة الحاجز فيما بعد مهما طالت فترة استخدامه». كما رحبت منظمات مدنية بالطريقة الجديدة، محذرة في الوقت نفسه من أن الواقي الذكري وحده الذي يحول دون الإصابة بالأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي. وقال خبير الخصوبة والأستاذ بجامعة شيفيلد، آلان بيسي، إنه لم يتم إحراز تقدم كبير في تطوير طرق منع الحمل للرجال خلال السنوات الأخيرة «لذلك، هذه الدراسة تعتبر خطوة مفيدة». وهناك سباق للعثور على وسائل منع الحمل للذكور، ما سيقلل من الضغط على النساء فيما يتعلق بمنع الحمل، وقد أثبتت الطريقة الجديدة فعاليتها على الحيوانات ومن المقرر أن تبدأ التجارب السريرية على البشر أوائل عام 2018.