إذا كنت تكرهين تناول حبوب منع الحمل والضغط النفسي والتوتر الذي تتعرضين لهما بحال نسيانك تناول الحبة في يوم ما، فإليك هذه البشرى السارة، حيث استطاع علماء ابتكار حبات صغيرة لزجة وقابلة للالتصاق يمكن أن تكون بديلاً آمناً لحبوب منع الحمل. ووفق تقرير نشره موقع العربية نت، نقلا عن صحيفة "دايلي ميل" فإن هذه الحبات الصغيرة الحجم تمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة الأساسية من خلال بويضات اصطناعية مصنوعة من الأعشاب البحرية. ولا تزال الحبوب اللاصقة الصغيرة في مرحلة التطوير، لكنها تبشر بكثير من الأمل في مجال وسائل منع الحمل الخالية من تقلب المزاج وزيادة الوزن، وغيرها من الآثار الجانبية التي تسببها الأدوية الهرمونية التي تستخدمها ملايين النساء حول العالم. حبوب "ZP2" كما أطلق عليها رسمياً، يمكن استخدامها أيضاً لاختيار أفضل الحيوانات المنوية لاستخدامها في عمليات التلقيح الصناعي، وتصنع من المواد السكرية المستخلصة من الأعشاب البحرية وهي صغيرة جداً، بحيث أن أظفر الأصبع الصغير يستطيع حمل 8 مليون حبة منها. وتغلف هذه الحبوب بمادة مشابهة لتلك الموجودة على السطح الخارجي لبويضات المرأة، مما يشتت الحيوانات المنوية، ويمكن إدراجها بالملايين في الرحم لتصبح بمثابة شراك خداعية محاصرة للحيوانات المنوية تمنعها من الوصول إلى البويضات. وبتجربتها على الفئران، فشلت الحيوانات المنوية في اختراق البويضات والتسبب في الحمل، بالرغم من أن التزاوج كان بين الذكور والإناث مستمراً. وأظهرت الأبحاث أن تلك الحبوب تخلق حاجزاً مثيراً ضد الحيوانات المنوية البشرية، والأهم من ذلك أن نتائجها كانت طويلة الأمد في منع الحمل، ولكنها لم تكن دائمة، وفق ما ورد في تقرير لمجلة العلوم الطبية. وستكون هذه الوسيلة جذابة للنساء اللاتي لا يردن أن يلتزمن يومياً بتذكر أخذ حبوب منع الحمل. ونظراً لأنها لا تعتمد على الهرمونات فستكون آثارها الجانبية أقل من مؤثرات حبوب منع الحمل والأمصال التي تستخدم حالياً. وأشارت الباحثة جورين دين من المعاهد الوطنية للصحة في ولاية ماريلاند إلى أن وسائل منع الحمل تعتبر فعالة وحاسمة في تنظيم الأسرة، مؤكدة أن هذه الاستراتيجية الجديدة أثبتت فعالية عالية غير هرمونية تستمر على المدى الطويل، إلا أنها لا تدوم إلى الأبد كما أوضحت التجارب على إناث الفئران. وذكرت دين: "نحن نتوقع أن استراتيجية شراك الحيوانات المنوية هذه يمكن أن تترجم إلى أدوية لتوفير وسائل منع حمل أكثر فعالية للإناث". من جانبه، قال البروفيسور آلان بيسي خبير الخصوبة في جامعة شيفيلد: "أنا معجب جداً بهذا البحث لأنه سيفتح مجالاً واسعاً للباحثين لتطوير وسائل منع الحمل على أساس غير هرموني للمرأة والتي ستكون بالتأكيد موضع ترحيب للغاية". ورغم أنه لا تزال هناك سنوات طويلة من الاختبارات لاعتماد هذه الطريقة الحديثة لمنع الحمل، غير أن بيسي أكد أنه من الممكن استخدامها حالياً لتحديد أفضل الحيوانات المنوية التي يمكن استخدامها في التلقيح الصناعي. يذكر أنه رغم أن التلقيح الصناعي يعتبر في كثير من الأحيان أحد الطرق المأمولة، لكن نسبة النجاح فيه غالباً ما تكون الربع.