«هل أصبح من المستحيل القضاء على السكن العشوائي ببعض مناطق الدارالبيضاء ، كما هو الحال بتراب عين الشق، وذلك في ظل وجود جيوب المقاومة ضد التخلص من هذه الظاهرة والعمل على عرقلة كل مبادرة تسعى لإزالة الدواوير التي مازالت تشكل نقطة سوداء بهذه المنطقة؟». سؤال يطرحه عدد من متتبعي الشأن المحلي على خلفية تشجيع البعض على استمرار «العشوائيات» ، التي تشكل خزانا بشريا كبيرا، وكتلة ناخبة قوية تقلب كل التوازنات والتوقعات، رغم وجود مبادرات مهمة للسكن الاقتصادي بسيدي معروف و سيدي مسعود و المكانسة ومناطق متفرقة بتراب هذه العمالة، كما أن هناك عمليات ترحيل من تم تعويضهم بسكن اقتصادي أو من استفادوا من بقع مشتركة بعضها أشرف جلالة الملك على تدشينها . إن تفريخ المزيد من السكن العشوائي مازال مستمرا خدمة لمصالح بعض اللوبيات التي لا يهمها سوى الاغتناء غير المشروع على حساب شريحة تعاني من أوضاع اجتماعية هشة ، حيث تنشط مجموعة من السماسرة التي تخصصت في هذا المجال، تتصل ببعض المواطنين وتغريهم بكل الوسائل، مؤكدة لهم أنها فرصة لاتعوض ، وأنه في القريب ستتم عملية إحصاء السكان من طرف السلطات المحلية على أساس أن كل مسجل أو محصي سيستفيد من سكن ؟ هذا ماوقع ويقع حاليا بدوار مول جافيل ودوار شامة بعمالة مقاطعة عين الشق ، فقد استطاع «وسيط» متمرس معروف لدى السلطات المحلية بيع مجموعة من البراريك بالدوارين السالف ذكرهما مؤخرا، شخص واحد اقتنى براكتين وبثمن يتراوح مبلغه ما بين 25 و 50 ألف درهم للبراكة، وهناك طلبات تحت الطلب للعديد من الزبناء، حسب مصادر من عين المكان ، مضيفة أن كل من اقتنى عن طريق هذا الوسيط «براكة» أصبح على مرمى حجر من امتلاك شقة اقتصادية أو بقعة مشتركة، وفق وعود الوسيط ، وما ينتظرونه هو مرور عملية الاحصاء والتسجيل من طرف السلطات المحلية، بعد أن قيل لهم إن عملية الترحيل هي آتية آجلا أم عاجلا، وهي مسألة وقت ليس إلا. .زبناء هذا «الوسيط» ، كما أكدت مصادرنا ، هم في الغالب من بعض المهاجرين من البوادي يشتغلون إما في البناء أو هم بعض الباعة الجائلين أو أفراد من أسر استفادت سابقا، علما بأن المستفيد الأكبر هو الوسيط، والذي يستغل ضعف وبؤس المستهدفين. ما يقع حاليا بدوار مول جافيل ودوار شامة يطرح أكثر من علامة استفهام: كيف تم السماح بتفريخ هذه البراريك ؟ ألا يستدعي ما يقع الآن في هذه الدواوير فتح تحقيق معمق للوصول إلى مختلف الجهات المتورطة ؟ هذا وتطالب فعاليات من المجتمع المدني وهيئات سياسية ونقابية، عامل عمالة مقاطعة عين الشق، بالتدخل الفوري وفتح تحقيق دقيق للحيولة دون تفريخ براريك جديدة، علما بأن كل براكة تنضاف إلى ما هو متواجد ستؤخر الوصول إلى الهدف الاكبر المتمثل في « مدينة بدون صفيح « .