تظاهر المئات من المواطنين في مدينة الناظور، مساء السبت 4 فبراير الجاري، للمطالبة بإنشاء مستشفى لمعالجة داء السرطان بالاقليم، في وقت تعرف المنطقة ارتفاعا ملحوظا في عدد الأشخاص المصابين بهذا المرض. وجاءت هذه التظاهرة الاحتجاجية، استجابة لنداء أطلقه عدد من نشطاء المجتمع المدني على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تزامنا مع اليوم العالمي للسرطان، يدعون من خلاله المواطنين إلى التظاهر بغية إنشاء مستشفى انكولوجي بالمنطقة. وشهدت التظاهرة مشاركة مجموعة من المواطنين القاطنين بمختلف مدن إقليمالناظور، إذ رفعوا عدة لافتات تتضمن مطلبهم الاساسي من قبيل:» ساكنة مدينة زايو تطالب ببناء مستشفى لعلاج السرطان بإقليمالناظور»، الناظور تحتاج عاجلا لمستشفى العلاج من السرطان...». كما رفع المحتجون شعارات تنشد التنمية و العدالة والحرية، إضافة إلى شعارات تُندّد بما أسموه ب «الإقصاء» الذي يَطال مدينة الناظور. وتوجت التظاهرة بتجمع خطابي تناول فيه عدد من المتدخلين الكلمات، من بينهم مصابون بمرض السرطان، إذ عبروا عن إجماعهم على مطلب إنشاء مستشفى السرطان، إضافة إلى مساهمات شعرية ألقاها عدد من الشعراء تمحورت جلها حول موضوع التظاهرة. وأكد العديد من المشاركين في التظاهرة الاحتجاجية في تصريحاتهم ل «الاتحاد الاشتراكي»، أن المنطقة تعرف ارتفاعا ملموسا في عدد الأشخاص المصابين بداء السرطان، الأمر الذي يحتم عليهم السفر صوب كل من مدن وجدة وفاس والرباط والدار البيضاء، قصد تلقي العلاج، قائلين: «بات لزاما على وزارة الصحة التعجيل بإنشاء مستشفى انكولوجي بإقليمالناظور». وعرفت التظاهرة غيابا شبه تام للمنتخبين بالإقليم، في وقت كانت النائبة البرلمانية، ابتسام مراس، عن الفريق الاشتراكي، السباقة في نقل هموم سكان منطقة الريف والدفاع عنهم، إذ وجهت سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة، تدعوه إلى إنشاء مستشفيين بالمنطقة متخصصين في الكشف ومعالجة داء السرطان الذي تتزايد نسبة انتشاره في المنطقة، بفعل مخلفات الاستعمار الاسباني الذي استعمل الغازات السامة في حربه على منطقة الريف. وقالت النائبة البرلمانية، إن سكان المنطقة ينتظرون بفارغ الصبر الاستجابة لمطلبهم الملح، مشيرة إلى أن المرضى يعانون من تكاليف العلاج والأدوية الغالية الثمن، إضافة إلى أنهم يضطرون إلى السفر صوب مدينتي الرباط والدار البيضاء لتلقي العلاج. وساءلت برلمانية الفريق الاشتراكي، وزير الصحة عن الإجراءات والتدابير التي يمكن اتخاذها لإحداث مستشفى انكولوجي على الأقل بمنطقة الريف بغية التخفيف من معاناة ساكنة المنطقة، وعن جدوى الاجرءات العملية التي ستتخذها الوزارة من اجل إنشاء المستشفى الانكولوجي بتقديم دعم مادي يساهم في تجاوز المحنة التي يتخبط فيها المرضى. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة إصابة سكان الريف بالسرطان ناهزت 60 في المائة من معدلات الإصابة بهذا الداء في المغرب مقارنة مع باقي مناطق البلاد، فيما يذهب «التجمع العالمي الأمازيغي»، المتبني لملف الغازات السامة، إلى أن 80 في المائة من حالات الإصابة بالسرطان المعالجة في مستشفى الرباط قادمة من منطقة الريف تحديدا.