هي لحظات نشعر بها، نعيشها، بين أحضان الكلمة الدافئة، بين جسور التواصل الجميلة، هي لحظات قد لا تتكرر مرة أخرى، لكنها ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة كل مبدع يطأ بقدميه مدينة فاس الجميلة بسحرها وعراقتها التاريخية، والتي أصبحت منذ 9 سنوات قبلة مختلف الأسماء المغربية التي ساهمت ومازالت تساهم في الإبداع القصصي والنقدي، وذلك من أجل المساهمة في ملتقاها الوطني الذي أصبح تنظيمُهُ تقليدا سنويا لدى «جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس» وهاهي تخلد الذكرى التاسعة على انطلاق الملتقى الذي يحتفي هذه السنة بالقاص والناقد المغربي عبد الرحيم مؤدن نظرا لإسهاماته المميزة في مجال النقد والقصة القصيرة، وذلك يومي 12 و 13 مارس 2011 بدار الثقافة. كانت الساعة تشير إلى حوالي الخامسة والنصف مساء عندما أعلن الأستاذ تحاف السرغيني (رئيس الجمعية) عن انطلاق فعاليات الدورة التاسعة من الملتقى الوطني للقصة القصيرة بفاس، بكلمة ترحيبية شكر فيها كل المبدعين الذين تجشموا عناء السفر من مختلف بقاع المغرب من أجل الاحتفاء بالقصة القصيرة، ثم أعطى الكلمة للأساتذة: عبد الإله بن عرفة (المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - ايسيسكو- )، فدوى السنوسي (وزارة الثقافة)، محمد سليم (ممثل عمدة فاس)، الذين نوهوا بالجهود الحميدة التي تبدلها «جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس» من أجل الحراك الثقافي والإبداعي بالمدينة، واختتم حفل الافتتاح بكلمة الأستاذ عبد الفتاح أبطاني الذي قدم تقريرا حول المشاركة في المسابقة الوطنية للقصة القصيرة. وبعد حفل شاي، انطلقت فعاليات الأمسية القصصية بقراءات دافئة للأقلام المشاركة في المسابقة الوطنية للشباب حسب الترتيب التالي: محمد الذهبي/ ورزازات (غزال الليل)، مريم رايص/ فاس (الحيرة)، عادل أوتنيل/ تزنيت (الزعيم)، حسن تزكا/ فاس ( شهيد مصر)، هيبة صادقي/ سلا (جبل النفايات)، نوال الغنم/ تطوان (الدهس)، أمال كريم العلوي/ مراكش (جسد سكنه الواقع)، ياسر كيسي/ الراشيدية (حلم على ضفاف الوادي)، إسماعيل واري/صفرو (فضول)، محمد نجي/ تاهلة (اللوحات العشر)، مصطفى قمية / الدارالبيضاء (طفل غير مرغوب فيه)، جمال بدر الزمان/ مكناس (فداك الروح وأغلى). وفي صبيحة يوم الأحد انطلقت فعاليات الجلسة الأولى من ندوة: « القصة القصيرة بالمغرب» بمشاركة الأساتذة/ الدكاترة: عبد الرحيم مؤدن (القصة القصيرة بالمغرب ملاحظات وتساؤلات)، نجيب العوفي (حكي المهجر اختراق أنصار وأسرار)، محمد أقضاض (زيارة النقد لمنازل القصة القصيرة في المغرب)، محمد مساعدي (لغة الحلم وسؤال القيم في الكرسي الأزرق لعبد الله المتقي). وفي مساء اليوم نفسه وعلى تمام الساعة الخامسة مساء شهدت قاعة دار الثقافة جلسة تكريمية للأديب المغربي عبد الرحيم مؤدن بمشاركة الأساتذة/الدكاترة: حميد الحميداني(أدب الرحلة عند عبد الرحيم مؤدن)، نجيب العوفي(الرحلة البهية مع الكلمة)، محمد أقضاض(عبد الرحيم مؤدن المفرد بصيغة الجمع)، عبد الفتاح أبطاني(قصيدة نثرية في حق المحتفى به) والمحتفى به من مواليد 1948 حائز على دكتوراه الدولة في موضوع مستويات السرد في الرحلة المغربية خلال القرن 19، رئيس مجموعة البحث في المعجم الأدبي والفني بكلية الآداب الرباط، عضو اتحاد كتاب المغرب منذ1975، صدر له عدة مجامع قصصية منها: اللعنة والكلمات الزرقاء، وتلك قصة أخرى، أزهار الصمت، السمكة والأميرال...، وفي البحث والدراسة: في القصة المغربية، معجم القصة المغربية، أدبية الرحلة.... واختتمت فعاليات الدورة التاسعة بحفل فني بمشاركة مجموعة الحاج محمد بوزبع الذي أتحف الحاضرين بمعزوفات وموصولات غنائية وتخلل هذا الحفل كلمة المحتفى به الذي شكر «جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس» هذا التكريم، وكل المبدعين الذين ساهموا في إنجاح فعاليات هذا الملتقى، واختتم الحفل بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المشاركين في الدورة التاسعة قبل أن يعلن الأديب عبد الرحيم مؤدن رئيس لجنة التحكيم المتكونة من الأساتذة : محمد مساعدي، عبد الرحيم وهابي، إدريس الذهبي، محمد أقضاض عن الجائزة الأولى التي فاز بها القاص عادل أوتنيل من تيزنيت عن قصته «الزعيم»، والجائزة الثانية التي فازت بها القاصة الواعدة نوال الغنم من تطوان عن قصة « الدهس»، في حين فازت قصة « حلم على ضفاف الوادي» للقاص الواعد ياسر كيسي من الراشيدية بالجائزة الثالثة، أما الجائزة الرابعة حازت عليها هيبة صادقي من سلا عن قصة» جبل النفايات» وعلى أمل اللقاء في الدورة العاشرة أعلن الأستاذ تحاف السرغيني (رئيس الجمعية) عن نهاية فعاليات الملتقى الوطني التاسع للقصة القصيرة.